محمد محمود غدية - امرأة تشبه المستحيلا

لا يغادر غرفته إلا للطعام، لم يعد يذهب للنادى كعادته، حتى أصدقائه تخلص منهم بأعذار واهية، لاحظت الأسرة هذا التغيير المفاجئ، المقلق، أخته دخلت غرفته خلسة،
بحثا عن كتب فى التطرف أو ما شابه، لم تجد شيئا،
وهو الهادئ حلو الحديث فكه الطرفة، بين إستهجان الأسرة بالكامل، حتى أولاد أخته ينادونه ويطرقون بابه، دون مجيب، أصبح عدم مغادرته للغرفة لغزا محيرا، لم تجد له الأسرة تفسيرا، قرر الوالد عرضه على طبيب نفسى، رفض الإبن صارخا : مؤكدا أنه ليس بمريض، وهو فى حالةسلام وهدوء نفسى لبعض الوقت، طلب الأب بضرورة سفر الإبن لبلدتهم لإستلام قيمة إيجار الأرض لحاجته للمال وعدم قدرته على السفر، إبعاده كان ضرورة لتفتيش غرفته، التى وجدها مرتبة ونظيفة جدا، ولا شئ فيها يدعو للقلق،كتبه الدراسية مرتبة ليس بينها كتب مغيبة للعقول،
لا آثار لرماد سجائر، معلوم للأسرة أنه غير مدخن، لاشئ يدعوا للريبة على الإطلاق، على مكتبه دفتر أنيق،
حسبها الوالد مذكرات، فجلس لقرائتها
إنها كتابات شعرية غزلية رقيقة،
الولد مشهود له بالإستقامة طول الوقت، لا شئ غير عادي فى الغرفة، كان لابد من تهوية الغرفة، فتحت النافذة لتطل من الشباك المقابل،امرأة إستثناء جميلة جدا، الوالد أمامها، لم يستطع التماسك، لا يدرى ماذا جاء به إلى هنا، وضح سبب عدم مغادرة الإبن للغرفة، مسكين الولد أمام هذا الفيض من الجمال، إنها امرأة تفرغت الأساطير فى تشكيلها، تشبه المستحيلا .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى