محمد محمود غدية - الخوف

تناثرت على الأرض حبات البرتقال، ككرات التنس المتقافزة، بعد سقوط صاحبها تحت عجلات سيارة مسرعة، كسرت إشارة المرور وواصلت إندفاعها دون توقف،
أحد المارة كان يحمل فى يده جريدة، أخرج من جيب معطفه قلم وسجل رقم السيارة، أوسع الجميع الطريق لسيارة الشرطة والإسعاف،
الخمسينى الذى قتلته السيارة فى تدافعها الأعمى والغير إنسانى،
أراد أن يدخل البهجة على أهل منزله، بالبرتقال، الذى تناثر بين أرجل المارة وعجلات السيارات،
صاح الشرطى فى جموع الناس : هل سجل أحدكم رقم السيارة أو نوعها ؟ لم يجبه أحد،
صاحب الجريدة المسجل عليها رقم السيارة، أصابه الخرس والخوف،
وهو ينظر إلى ساعته التى تشير إلى الواحدة ظهرا،
المفروض أنه فى العمل الآن، ورديته تنتهى فى الساعة التالثة،
إذا ساعد الشرطة فى الإبلاغ عن رقم السيارة فسيصطدم فى التحقيقات
س وج، وتكتشف المصلحة زوغانه قبل إنتهاء مواعيد العمل الرسمية، وهو فى إنتظار الترقية التى ستتوقف ومعها العلاوة، وتوقيع الجزاء لتركه العمل قبل المواعيد الرسمية، سيصبح مضغة فى أفواه كل العاملين، وستسقط ثقة الإدارة فيه،
لا لن يتكلم وسينصرف مثل لص، دون أن يراه أحد ووداعا للشهامة،
شق الجموع متسللا هاربا، كانت هناك طفلة تتابع الهارب بعد أن لمحته أثناء تسجيله رقم السيارة، توجهت إليه وإختطفت منه الجريدة المدون بها رقم السيارة وأعطتها للشرطى مشيرة
لصاحب الجريدة الذى كان قد إختفى .
محمد محمود غدية / مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى