محمد محمود غدية - الزلزال.. قصة قصيرة

إنقلبت دولته لحظة أن تدانت وإقتربت منه قائلة : لاتتردد وأكتب الرغبة الأولى طب القاهرة، مثلما فعلت،
بجرأة لم يعهدها أخذت أوراقه عنوة، مدهوشا وكأنه فى حلم، مسلوب الإرادة لا يدرى كيف وافقها، تشده عيناها إلى سفر بعيد، أين وكيف لا يدرى؟
وجنتاها ورديتان يمكنهما إنضاج البيض، الإبتسامة لا تفارق وجهها،
اليوم الأخير لمكتب تنسيق الجامعات فى مرحلته الأولى،
قالت : إسمى سهام وأنت فريد عرفته من أوراقك، مدهوشا وهو يصغى لترانيم السماء، دافئة دافقة تدفع إليه بمئات الحشرات الصغيرة تفترس روحه اللينة، فارعة ونحيفة شعرها يسافر فى كل الدنيا، يحدق فى عينيها، مرتبكا محاولا حفظ ملامحها الدقيقة والرقيقة، إرتبك التقويم فى بوصلة أيامه، ولم يفلح فى ثبات الكأس فى يده،
جلست جواره على أحد مدرجات الجامعة، مازال مدهوشا ومرتبكا،
بعد جرجرته للكلام، كيف هرب من كلية الشرطة التى أرغمه عليها والده، الذى يعمل رئيسا لقطاع الأمن فى بلد ساحلي، وكيف أنه يبغض الأوامر والضوابط العسكرية، التى يعيشها مع والده فى المنزل كل يوم،
وأنه إستخرج إستمارات وأوراق جديدة، تقدم بها لمكتب التنسيق دون أن يخبر والده الذى عرف من عميد كلية الشرطة كيفية هروبه،
والذى سيقلب الدنيا رأسا على عقب. لكن لا أهمية لما سيحدث، وقد تلقى من السماء هدية ثمينة إسمها سهام، التى شدت قاربه لشواطئ عينيها، كم كانت الدنيا سخية حين وضعتها فى طريقه، إرتاح لدفء مشاعرها البكر، ينتظره زلزال والده المدمر، والجميلة التى زحزته عن صدع الزلزال، والتى لم يعد يرى ولا يسمع غيرها .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى