إبراهيم منصور - الحزن من الجانب ومن الأمام

-1-
كنت حزينا وكنت أعبر الشارع وقال:
- إسماعيل
ووجدته بجانبي، لعل الحزن يذهب.
قلت:
- أهلا، إزيك، فينك إزي الصحة؟
وقال هو معي:
- أهلا، حمد الله على السلامة، أحمد الله إزيك أنت؟
وسرنا معا، حزينين
وكان الشارع كله حزينا، الحزن بحر، حضن، أم ابتسامة من فم واسع.
قلت:
- فينك؟
قال والحزن يتدافع من فمه:
- فينك أنت؟
- في الدنيا
قلت:
- أنا واثق أن الحقول أيضا حزنها أخضر.
قال:
- يا سلام، دنيا.
كان الشارع ايضا مزدحما بالحزن، وقلت:
- نشرب شاي؟ أنت فطرت؟
أجاب بالإيجاب.
الحزن ينكمش لكنه لا يذهب.
-2-
لم أكن أعبر الشارع لكني كنت حزينا، وقال في حزن:
إسماعيل
قالت له وقد وجدته أمامي حزينا كعيني سحابة.
- أهلا، إزبك، فينك، إزي الصحة؟
قال هو وكأن الأمر أصبح لا يطاق:
- أهلا، الله يسلمك، عال، الحمد لله.
يا الهي، هذا العالم حزين.



غاليري 68 ع/3 - يونيو 1968

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى