محمد محمود غدية - الكرة.. الرأس

رأسه الفارغة من الشعر، كثيرا مايسخر منها قائلا : أن لديه وفرة في الإنتاج وسوء فى التوزيع مشيرا إلى ذقنه كثيفة الشعر، غزارة هنا وقلة هناك
قاصدا رأسه،
كان مدهوشا حين وجد إسمه ضمن المحالين للمعاش، بينه وبين سن الإحالة للمعاش، عشرة أعوام، طالته مطرقة الخصخصة، مدهوشا كيف وقد أحدث تطورا فى الأرشيف ونظام الصادر والوارد، مكافأة العشرين عاما،
خطاب شكر من المؤسسة ورقم فى
طابور المعاشات، تم إستبداله وعشرة موظفين بكمبيوتر وحيد لايشكو التبرم والملل، كانت لديه فرصة البقاء فى العمل، لو لم يرفض دورة تعليم الكمبيوتر، والذى كان يراه غير ذا نفع، هاهو الكمبيوتر ينتصر ومعه المتدربين، لأول مرة يستشعر خطاه مثقله، وأشواك تدمى قدمه، كأنها زرعت خصيصا لأجله، حتى الشمس تضافرت هى الأخرى فى إلقاء ألسنة اللهب فوق رأسه، يتقاطر منه العرق، حتى الطريق المؤدى لمنزله تباعد، وأصبحت الرؤى لديه غائمة، إستشعر أن رأسه التى يحملها فوق أكتافه لا قيمة لها، بعد أن لكمه عفريت العلبة المسمى كمبيوتر،
فى شارع جانبي بعض الصبية،
يلعبون كرة القدم، إقترب منهم مقررا أن يستبدلوا الكرة التى يركلونها بالأقدام برأسه، الخالية من الشعر و ..... حتى يستشعر أن هناك أهمية لرأسه، مثل كرة القدم، خلع رأسه ووضعها بين أرجل الصبية أثناء لعبهم، أصبحت لديهم كرة جديدة، إبتسم وهو يرى رأسه تتدحرج بين أرجل الصبية، واصل السير، لكنه مالبث أن إبتلع إبتسامته، حين وجد رأسه وقد إرتدت إليه، إثر ركلة قوية من أحد الصبية،
أوقفته عن السير .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى