محمد محمود غدية - المتمردة

تخطفك إلى وجهها النضر لحظة أن تراها، تفك شفرات القلب وعقد الكلمات، لا يطيب سفر المرء إلا إليها ولا يرفرف طير محبته إلا لها، ترى أنه لا إمرأة تشبهها فى هذا الكون، فهى نسيج فريد من عبق الورد وثمر التفاح والبرتقال، لديها القدرة على محاصرتك وتهيئتك لما تريد، تتحدى قوانين الطبيعة فهى ربيع دائم طول العام، هى الشمس والسحب، تمطر وتخصب فى إتحادهما، تفتح أبواب قلبها على مصراعيه أمام كل المحبين، الكل مستسلم أمام سطوة حضورها الجميل وطغيان روحها الآثرة،
متمردة على كل أشكال الحب، لا تريده فقط وإنما تريد أن ترى سطوة جمالها على المحبين، عنيدة لا تلين أمام كلمات العشق والهوى، تراهافارغة المحتوى يجيدها البعض، صادفها يوما حب صادق فعبثت به وألقت به مع الآخرين فى سلة أوجاعهم،
قلبها صنع من رخام، لا ينبض بالحب، يطاردون غزالا شاردا مراوغا فى غابات لا متناهية، عربات العمر تجرها خيول العناد والمكابرة، تلتهم شبابها، على رصيف الأشواق تنتظر الفارس المختبئة كفاه وجسده المتخم، خلف قفاز وعباءة من حرير، يمتطى صهوة جواد يطير، محلى بالذهب الأصفر ويسابق الأثير،
غادر قطار الزواج كل المحطات ولم تستطع اللحاق بآخر عرباته، إنتظارا لفارس لا يجئ، أمام المرآة لم تعد تلك الوردة النضرة، ولا الربيع المبهج، تائهة فى زحام الكون الكبير، بعد أن فشلت فى تصيد الفرح، تسحقها عجلات الوحدة والندم،
وتبقى غريقة فى بحر الدموع،
ووحيدة فى مملكة الحزن .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى