محمد محمود غدية - انتظار مالا يجئ

كادت تطير من الفرح حين طلب منها موعدا للقاء، الطيور تحلق فى السماء فى مجموعات أشبه براقصات بحيرة البجع، وقفت طويلا أمام المرآة وهى تعيد توزيع الميكاب بوجهها،
تسقط خصلة من شعرها بوجهها، كي تبدو أن سقوطها عفوى،
معلنة نعومة ورشاقة شعرها الجميل، تتأمل جمال ثوبها الجديد، الذى إدخرته لمثل هذه المناسبة توزع العطر بعناية فائقة فوق ثوبها، كأنها موديلز خارجة للتو من أغلفة مجلات الأزياء،
ستركب تاكسى حتى لا تفسد المواصلات العامة الثوب الجديد، ويراها الحبيب فى أبهى صورها،
هى التى أحبته فى صمت ولم تجرؤ على مفاتحته، مازلنا فى مجتمع البنت فيه تؤجل هذه الخطوة، فقط صرحت بعواطفها نحوه لصديقتها،
وصلت قبل الموعد بدقائق عيناها تحتضن ثنائيات العشاق فى فرح،
- بعد قليل سترون أحلى ثنائية، من فضلكم تابعونا لن نكون الأفضل، وإنما سنكون الأبهى والأنضر،
الدقائق تمر تبتلعها الساعات ولم يأتى، هاتفه خارج الخدمة، إستسلمت لعراك الأفكار وتداعياتها التى تأخذ بعضها برقاب البعض، متى يأتى ؟
لديها الكثير من الحكايات التى إدخرتها لأجله، ستحدثه عن ثوبها الذى إشترته خصيصا لمثل هاته المناسبة الإستثناء التى لا تتكرر، مازالت تتأمل عاشقان على الطاولة المقابلة،
لا يتكلمان وإنما يهمسان فى دعة ورقة، هاتفها يتلقى إتصالا من إحدى الصديقات تخبرها : أن الحبيب الذى تنتظره الآن فى صحبة صديقتها الأنتيم والتى حذرتها منه لتعدد علاقاته، فى حديقة الأسماك،
الصدمة مروعة، فى من أحبته وفى صديقتها .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى