محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - الفقراء في المدينة

الفقراء في المدينة
يحدثون الاعمدة حول الصيف
يجلسون امام الموائد المُخلة والمزدحمة بالشبع
يلتقطون الخبز بأعينهم
فأيديهم
سُرقت في عراك
كان عليهم أن يعملوا لخمسة وعشرين ساعة
ليشتروا
دقيقة واحدة للبكاء
كان عليهم
أن يأكلوا اصابعهم لكي لا تُذكرهم بملمس الخبز
كان عليهم
أن يرهنوا اعينهم
ليبصروا النور
خارج جغرافيا الظل
كان عليهم أن يموتوا
ليسألوا عن ما فاتتهم من اخبار
الفقراء
استعجال ام على الارضاع
استعجال البذرة النمو ، بعيداً عن الحقل
نسوا
أن يمروا بنافذة المطار
فخرجوا
بأنفاق لا ذاكرة لها
وعاشوا في بيوت لا طارق لها
و دُفنوا
دون اسماء
الفقراء حصدوا قمحهم وناموا
وكرش المحافظ
" صومعة " لصة
الفقراء
يثملون في حانات رثة
الملائكة المكلفون بجمع النبيذ
و من باب الحانة ، الذي رسموا عليه فخذ زنجي كريم
يدون الملائكة اخطاءهم
بصورة جماعية
فهم لا يملكون ثمن الحبر الذي يسميهم
في القيامة الفقراء
يأتون متأخرين ، بعدة مقابلات
فيقدمون اسماءهم تحت مسمى شواغر
يشترون لحبيباتهم ثيابا داخلية بيضاء
يلونونها بالحبر الازرق
حتى يشعروا في ذروة العناق
بأنهم حلقوا
او تحولوا لسماء
يتسلل الشتاء عبر ثقوب معاطفهم
ليختبئ من البرد
المطر مديون لهم
لأنه لا يملك ثمن مظلة
فيقحم غُرفهم الكريمة ، والطافحة بالثقوب

محمد ود عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى