مصطفى معروفي - الصعاليك

يجيء الصعاليك تترى
تلاحقهم دكنة الطرقات وتعيا
يجيء نبي البدايات
يأخذ شبه نداء من الأرض
يقطف عبر الطريق سلاليمه
تنطفي في يديه سيوف الصعاليك
ثم يقوم وينزل مثنى إلى أرضه وثلاثا
بعيدا ـ على الأفْق ـ يصعد طلْقاً
يزاحم ظل السماء
وتنبت بالقرب منه السلالات
يغتاظ منه رعيل العناكب
والعتبات الرحيبات
لن أدع الداليات تقول الذي لا يباح
عليها وضعت يدي
قد تمادى اليباس بها في ثيابي
ورهط النوايا التي تستعير النضوج
لرفّ المكائد فيها
أرى للقطا منبعا سائرا
نحو تيمته
بل أرى للصعاليك سر البراري
ومنحدر الوقت والكستناء المجيدة حقا
إلى آخر الغاب كان هنالك
ذئب يسير وطورا يراجع أمداءه
وطقوس رمادية تعتلي وجهه
واكتراث لطيف يقود خطاه
ألا إنها خضرة بعدها صفرة
صار بينهما مشتلٌ لليقين
يصاحب قبرة ترتقي منهلا شائكا
ولهيبا لذيذا يحب التنهد فوق
جسور الغياب
فما أجمل الليل حين يذوب ابتهاجا
بمقدم نجم رشيدٍ!
وما أجمل الريح تجري وبين يديها هزار
تفيض مواويله في العشيِّ!
وقيلولةً حولها فائض من سراة الجبال
وسرْواً يردد أغنية و يحابي بها عندليبا كريم الأصول!
ـــــــــــــــــ
مسك الختام:
في الشارع أمشي
و الغربة تسحب خطوي
لم ألق رفيقا في الدرب
أناديه لكي يقتسم الخبز معي
وأدسَّ له بقناعته مخزونَ رؤاي الملكية.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى