محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - ما زلت حُراً

ما زلت حُراً
لأنني الاخف وزناً
بكلمة جارحة قد احلق
بقُبلة لزجة
قد التصق بالفم
بتلعثم اُنثى ماكرة اتحول لطُرق تترصد اردافها بندم
ها انا
كما اعتدت دائماً
احشد ضغائن ضد بلادي ، واشحذ سكاكيني على فخذي الصلب
واقول بنظرة القتلة العازمين
في المرةِ القادمة حين يذبحون الشعارات
سأنال فخذاً كاملة
لأعوض طفولتي اشتهاءها للحم على الفترينات
وسأتسلق البدل العالية
كمُحارب فذ
كانتحاري
لأغرز العلم في الاعلى
علم الجوعى ، والانقياء من اي خبزِ وفير ، الناجون بوجبات مزيفة على مجلات تسولوها من المزابل
في المرة القادمة
سأسلخ جلد الذي سيتحدث باسمي في الاعلى
ليقول أنني حلمت بالديمقراطية
وبفتيات يخرجن خاليات من أي زي ، سوى الحمرة على الوجه ، والتاتو على الردف الايمن
وبأنني طالبت بالخمر لي
والمقعد المرصع بالجماجم له
سأذبحه
وسأسلخ جلده المُخطط بالدماء ، لأصنع لي سروالاً وقبعة ومعطفا
فالشتاء على الابواب
والحبيبة ، دفنت مدفأتها بجسد رجل اخر
في المرةِ القادمة
سأحلق ككل الاحرار ، لن انتظر الأذن من السماء المنشغلة بالطلبات
الطلبات التي تأتي على شاكلة
" اريد أن اتزوج "
" اللهم اعطنا في الدنيا حسنة "
وطلبات اكثر جمالاً
مثل " ليس لي طلب اردت ان اقول جمعة مباركة "
يضحك مكتب المحاسبين الموكلين بفرز الطلبات ، ثم يرسلون له القبلات على عدم الحاحه بطلب ليركن
او يضع في القوائم ابدية
القوائم التي ستؤجل الى الابد
في المرةِ القادمة
حين يخرجون الى الشوارع
سأخرج كسفاح ، مهمته في الارض أن يقتل الاحزان ، و أن يتلقى موته بالإنابة عن الجوعى فحسب
وأن يسدد فواتير النساء الكالحات
و لكنني سأثور
على الثوار غير المستوفين للشروط
من يريدون الحرية بدلاً عن الخبز
من ينامون في الغُرف الدافئة ، بدلاً من تقاسم المخدة بين الجوع والذاكرة
من يتحدثون عن ديكنز وويل اسميث و ينشدون قصيدة الارض الخراب في مقهى انيق
من يرتدون الثياب التي خرج نسيجها من بطون اخرون
من يطلقون التصفيق
يناهضون السلطة التي تزدري اللواط
الذين لا يطالبون بالحب للجميع
والخبز للجميع
بل يطالبون بذاكرة الاموات
أنني ثائر بسيط
جاع في الليل ، فحطم باب السلطان الخشبي ، ونال نصيبه من الهراوات
أنني عاشق بسيط احتاج الى عناق فضم فتاته منتصف الطريق ، ونال ما نال من الله
أنني عاشق بسيط لمح اصابع والده تأكلها الاخشاب ، والماكنات السيئة التربية
فزجر كل ما يمت للمقاعد الرطبة بجلوس
لهذا دائماً ما ستكون لنا ثورة
ثورة تشبهنا
ثورة للجياع
اما ما نناله من نساء ، ومن خمر ، فسندفع ثمنهم هراوات
فانا اخرج ببطون غيري
وينبغي أن اعود بالحنطة
او باليد التي سرقتها
او هذا ما اعرفه
فانا ثائر بسيط

عزوز

تعليقات

أعلى