محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - سأموت وحيداً

سأموت وحيداً
مثل عصفور علق جناحه
في نافذة منزل مهجور من أي ضوء
مثل
كنبة على شاطئ مُهمل
أكلها التسوس
دون أي ذاكرة سابقة لجلوس
تتباهى به بين اقرانها حين تصل العدم
مثل اعتراف بالحب في حلق خجول ، حين يُوشك على الاعتراف بالحب
تنزلق عنه اللحظة
فيُشير بسذاجة الى روعة البحر
مثل وصية ام لإبن خرج ولم يعد
وظلت تردد وصيتها الوحيدة في الليل
مُحسنة الظن في الصدى
مثل خرزة لم تجد موضعها من الاساور
فانتحرت
بثقب نفسها بالمقلوب
سأموت وحيداً
مُحاصرا بالغبار ، والاوجاع الوطنية الانيقة
وانا اُدندن صوت الحمام
لأغيظ رصانة الصمت
وأنا احدث ازيرا حادا في السرير
لأقنع الظلال
بمطارحتي الحب
وأن احتسي الزجاجات البيضاء ، والاكواب
والسير القديمة للماضين بلطف
في شوارع الذات
في أناي المنتفخة بالقاذورات والتجهم ، واحاديث المسافرين
في أناي التي لم تكف عن الثرثرة
بنساء اجدن نزع الاغلفة الصفراء للشتاء عن اسطح الكلمات
في أناي التي لم تحتج يوماً الى قناع
ففي كل يوم
تكشط الوحدة جزءًا مني
في كل يوم
اكف عن استعمال جزء ما
في البدء لم اكن احتاج الى الاسنان ، فانا أكل الندم والوقت ، والمساحات الشاسعة لليل
و ادخر البكاء للتحلية
ثم لم اعد احتاج الى الشفاه
فالكلمات الزلقة ، اصبحت تتكون في الخارج ، وتشكل معناها في الخارج
ثم تتهاوى
كتغير رأي ، او كتلعثم ثقيل
والقُبلات لم تعد تُطيق التسكع في شفاه تجمدت لحافاتها ، في افخاذ سيئة الاستدارة
والحديث الفصيح حول الصعود الى الله عبر الملذات
ولم اعد احتاج الى عينين
منذ إن خلعت القفل ، وعرجت بأحصنتها الى داخلي
ككاميرا محتشدة بالاحداث
اراها من الداخل
عبر الداخل
واتلذذ بقدرتها على احتكار الاماكن ، رغم اتساع البكاء
والعينان من الخارج ، لم تعودا تُجيدان شيئا تفعلانه
وفي مللهما تُقلدان المطر ، وثمطران
ثمطران بترف
انا الحقل الذي لا ينمو فيه سوى الحزن ، والموت ، والانتظار
ثم لم اعد احتاجني بالكامل
فالمعطف
يُمكنه أن يدفئ نفسه بنفسه
فلاكشطني مني
لأمضي خفيفاً دوني ، نحو بلادِ تحترم الوافدين إليها دون أي اغراضِ
تمد للأخرين بصلة حُزن
سأموت وحيداً
مثل
رغبة لحظية ، تخرسها اُنثى ، بغلق شرفتها
على اصبعي
المتوتر
كعصفور وحيد علق جناحه في نافذة منزل مهجور ، شاخت احزانه
او ماتت مُتسممة بالصمت

عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى