محمود سلطان - لا تُحِبُ اللّصُوصُ ضَوءَ النّهَارِ

لا تُحِبُ اللّصُوصُ ضَوءَ النّهَارِ
والّذي حِبرُهُ قَذِيفَةُ نَارِ
كلُّ لِصٍ يُريدُهُ بَهْلَوَانًا
شِقةً للبَغَاءِ.. والإيجَارِ
تَشتَرِيهِ عَوَاهِرٌ أو قُصُورٌ
خَادِمًا في حَرَمْلكٍ وَجَوَارِي
للسّلاطينِ.. جَورَبٌ وَنِعَالٌ
إنْ يمتْ جائرٌ يَمُتْ بالجوارِ
كَمْ رَأَيتُ الّذي يُطَأطئُ رَأسًا
ماشيًا يركَبُونَهُ بِاحتِقَارِ
صُحفٌ كَالبَعيرِ نَاختْ لِعَبْسٍ
تَمْتَطيهَا برِمَّة الدّيِنَارِ
نُطفةٌ مِنْ مَنِيِّ نِفطٍ وقَاءَتْ
صُحفًا مِنْ خَرَائِبٍ ودَمَارِ
مَا تراهُ تِجَارَةً في بَغَايَا
عَلَفًا صَالِحًا لِكُلِّ حِمَارِ
كَي يُسَاقُوا بِحَبلِهِ كَالمَوَاشي
من يَدَيْ تَاجرٍ إلى جَزّارِ
فَليُصَلّوا لَهُ ـ قِيَامًا ـ وَيُعطُوا
جِزيَةً ـ عنْ يَدٍ ـ لَهُ بِانكِسَارِ
لا مُقامٌ لِمَنْ يَكُونُ "جَبَرتِيًا"
أو عَلَى قَدرِ سَيّدٍ كَالبُخَارِيْ
وَابنُ خَلْدُونِ تُونِسٍ لا رُفَاتٌ
سَفَلتُوهُ ـ بِخِفّةٍ ـ يَا لِعَارِيْ
مَنْ لِطَاهَا عَميدِ كُلِّ أَدِيبٍ
وَزنُهُ مُهْدَرٌ فَهَلْ مِنْ شَارِ
صُحُفِيٌ أَنَا وَمَا لِي خِيَارٌ
غَيرُ نَكْأ الجِرَاحِ وَقتَ الحِصَارِ
مُتعَبٌ يَا صَدِيقَتي.. وَإلَى أنْ
نَهْدمَ المُدخَلَ القَديمَ بِدِارِي

** محمود سلطان ـ القاهر ـ في 1/12/2022
قصيدة " لاتحب اللصوصُ ضوءَ النهار"

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى