وداد بنموسى - وهج الرغبات

شريط طويل من الآلام تتخلله لُحيظاتُ فرح عابر،
ثم بعد ذلك ستجلسين قبالة المدفأة
سيشيخ الحب في عينيك
ستذبلين،
سيتكرر الوقتُ رتيبا ومفزعا حولك
لن تطاوعك الذاكرة
وستنسين أسماء الأشجار والأحفاد والمدن
ستقعين في الحيرة ذاتها التي لازمتك طويلا منذ أول الدرب
ستمدين يدك إلى أحدهم ولن يجيبك، فالكل يصارع دوامته
سيهدهدك الكرسي الهزاز، ملفعة بقطعة الصوف التي حِكتها لسنوات قتلا للضجر
سترهفين السمع ولن تسمعي
ستدققين النظر ولن تنظري
سترتعش يدك وأنت تمدينها إلى كأس ماء
أو إلى جهاز التحكم عن بعد
ستهزمك الأحلام، ستقفز فوقك لتعبر إلى العدم
ستصبغين شعرك الأبيض بأسود فاحم، لتتوهمي عمرا مستحيلا
ستستغلك السنونوات، وتحط فوق كتفك الهادئ كي تنام كأنها على جذع
لن تتعرفي على رائحة الربيع، ستتشابه الروائح، وسوف لن يوقظ حواسك عطر كان قديمًا سرًا من أسرار جسدك
ستتعرق يداك
ستحفر الأيام خطوطًا دقيقة على سحنتك
سيشتد السواد حول حدقتيك
سيبدأ جسدك في العويل وطلب النجدات
ستتيبسين،
وستمضغين أقراصًا تلو أقراص
وتتجرعين ثمالة تلو أخرى
ستحدثين الصمت طويلا
قبل أن تدندني:
“ياوابور قول لي رايح على فين؟”
وستسألين:
كيف انمحى هذا العمر سريعًا في الأمداء؟
كيف الرحلة هباء
ومتى الوصول؟
والرحلة في الأصل موت
والجلوس إلى المدفأة هو جلوس إلى الموت
والعودة إلى الذكريات، ما صفا منها وما تعفن، موت
كل إقبال، إدبار: موت
فإلى ما يا صديقتي، يا شبيهتي في الخوف
يا أنا داخل زيف وخارج أناقة الانتظار
يا نفسي التواقة إلى جناح
قومي، المرأة أنتِ يعجبها الدَّفق، والجنون، ودفع عربة الوجود إلى الحافة
قومي، صدقيها ولو لمرة
انهضي من على كرسيك الهزاز أيتها العجوز
تعالي نخاطب الرب بشفاه واثقة:
أيها الرب العظيم، هبنا دراجة هوائية
نسبح بها
في هذا المطلق
وجدد فينا لوثة الحياة
وجُد علينا من عطاياك
بطفولة تكون أبدية
دراجة أيها الإله
وهواء
وجسد فتي
وخفقٌ عاشق…
وخذ الكرسي الهزاز
وخذ معه جهاز التحكم عن بعد…
وشكرًا لك أيها الرب
لو أعدت إلينا
وهجَ الرَّغَبات..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى