أعصرُ المـاءَ
فلا يبتلُّ موتي
أدقُّ إسفيناً بنبضي
لأهرقَ النّدى
ولأطردَ عنّي ذاكرتي
لن أتـركَ لعطرِكِ مصيري
ابتعدي عن سماءِ قصيدتي
وحلّقي مع النّسيانِ
هجرت قسوتَكِ
لم تعد طلَّـتُكِ تبطشُ بي
وحضورُكِ صار لا يؤثّرُ
أنتِ مجردُ شمسٍ مظلمةٍ
عبارةٌ عن نسمةٍ متهالكةٍ
نهرٌ جافُّ الجريانِ
موسيقى مقطوعةُ...
ألتهمُ نفسي
حين تجوعُ قصيدتي
أنقضُّ على أحلامي
ونبضي
وبشراهةٍ أقبلٌ على
ذكرياتي
ألوكُ دمي
أمضغُ روحي
وأعضُّ بسمتي
وبالشوكةِ والسّكينِ
أقطّعُ حنيني
وآكلُ صدري
وما فيه
من صبرٍ وانتظارٍ
أطوّقُ فضائي
لأخلعَ مسافاتي
وأقبض على شمسي
وأصطادُ من بحاري الموجَ
ومن الشّطآنِ الظّلالَ
ومن...
حزينٌ هو الفرح
لا أحد يلقاهُ
أو يتعاملُ معهُ أحدُ
يَقِفُ بعيداً
كالشيطانِ المنبوذِ
كلٌّ يخافُهُ
ولا يثقُ بِهِ
يسمونه بالغادرِ
يتّهمونَهُ بعدمِ الوفاءِ
إذ سرعانَ ما يختفي
متتخلِّياً عن أصحابِهِ
يستبدلُ جلدَهُ
يغيّرُ قِناعَهُ
يسخَرُ من محبِّيهٍ
وحينِ يناديهِ أحدٌ
يصمُّ أذنيه ولا يستجيبُ...
تقدّمَ القاتلُ البريءُ بشكوى للقاضي العادلِ، بحقِّ القتيلِ المجرمِ، فقال
في شكواه :
- حينما كنت أقتلُهُ ببندقيَّتي، لمحتُ في عينيه الحاقدتينِ، نظرةً تنمُّ عن كرهٍ واحتقارٍ، فيها من العنصريَّةِ الشيءُ الكثيرُ.
- فتأثَّرَ القاضي وأبدى انزعاجه الكبير صارخاً بانفعالٍ شديدّ على غير طبيعته قائلاً:
-...
* نَجِم..
صديقي..
الذي أحبُّهُ
والذي لا أنامُ
قبلَ أن أطمئنَّ عليهِ
أودعَ خنجرَهُ بقلبي
وذهبَ برحلةِ استجمامٍ
وقالَ لذكرياتِنا:
- حاذري أن تتبعيني
كما أوصى طَيفي
بعدمِ الاقترابِ منهُ
وحذَّرَ
الخبزَ الذي تقاسمناهُ
أن لا يتسبّبَ لهُ بالغصَّةِ
ولكي لا يبقي أثراً
لي بداخلِهِ
أحرقَ
الكتبَ التي...
* معجم العشاق..
لو تقتلينني دفعةً واحدةً
كنتُ سأشكرُكِ
وأسامحُكِ بدمي
وبكلِّ سنواتِ عذابي
وكنتُ سأمتدحُكِ أمامَ العشّاقِ
كي لا يذمَّ بِكِ أحدٌ
وسأبرِّرُ الأمرَ لكِ
أمامَ قصائدي
التي تفهمُكِ تماماً
وتعرفُ كلَّ شيءٍ
عن علاقتِنا التي لم تكن
أسامحُكِ بعمري
الذي لم أملكْ سواهُ
وبدموعي التي ذرفَتْها...
//مقدمة لديوان ((تلابيب الرّجاء))..
للشاعر والأديب السوري ..
(مصطفى الحاج حسين).
(قراءة من المغرب الأقصى..
لشلال جمال متدفق)
بقلم الكاتبة : مجيدة السّباعي.
ألف تحية وسلام لهذا الدفق الشعري العذب السلسبيل، لهذه النوتات السحرية، والمعزوفات...