قيس مجيد المولى

قالت مارينا حين أشارت الى زيد "IT IS RUNNING" سألت أخي ماذا تقصد بهذا الترميز لأني لا أجد بين الأشياء الثابتة من يستطيع الركض وحتى أولئك الذين يمرون من أمامنا على درجة من الكياسة والهدوء وهم يخطون بأقدامهم صوب السلالم الكهربائية. قال: مارينا تقصد "ان الدنيا تركض". وتذكرت كم طوّت صفحاتها موتى بيد...
الوصول الى الحركة العميقة للوجود يصنعه فكرٌ ما ،أي أن لكل معنى يوجد مكانٌ في الخيال. وقد ظلَ يُعتقد أن الأمورَ تسير كما سارت في الأرض اليباب، ولكنها أمام الواقع الذي ظل متصلاً ومتسلسلاً كأنها لم تُصِب صميمَ الضرورات، وخصوصا تلك الأحلامُ النفعيةُ التي تراهن على إخضاع الآخر وتشويه آماله وكذلك...
أطلت مارلين مونرو من حائط البنادق/ بحمرةِ شفتيها المعهودتين/ وجسدِها الأسطواني/ بصيص ضوء إبليس يتقدم نحوي ارتجفتْ قليلاً يداي/ تركتهما ترتجفان/ إشكال في المعنى وتغميز في الحروف/ كُلّ يوم أذرعُ الغرفةَ ذهاباً وإياباً، وكُلّ يوم هناك مَن يذرعُ برأسي من يستطيع للمياه المالحة/ وللقاربِ أن يقول...
صنع أنجارتي ملائكة من الحجارة وبكى عليها لأن شحوبها ظل أمداً كلما أرادت أن تتكلم، وأراد أن يتفهم ساعة نحسه من ألهة القدر وبتقدير أخر إفترض الحرية البالغة ليلائمها في صورةٍ تقديريةٍ على حيزه الضئيل ويومه الغير متبقي أن ظلت عناوينَ للمحطة والقطار، يتحول العالم إلى مسمى غير مرئي ويعبث في وسيلته...
من مسافة مجهولة أعيد ترتيب هامش تحفيزي، كانت السّماءُ صافية لكنني كنت أجزمُ أن هناك كثافة في الغيوم، وللمرة الثانية كنت أجزم أن موسيقى لكورال في المحطة في حين لم يقف فوق رأسي عند مائدة العشاء غير عازف وامرأة غجرية. العازف من صربيا والمرأة الغجرية من ريف بوخارست. كانا قد تعارفا في "مامايا" في...
يُقَسِم برغسون الزمن إلى قسمين وهما الزمن المكاني وهو قطعا الزمن الذي نعيشه نحن ويكون جزءا من أفعالنا التي ترتبط بشتى الأمور الحياتية ومتطلبات حاجة الإنسان ضمن حركته اليوميه أمام وجوده الظاهر، والأخر ما أسماه زمن الذات الشاعرة، وهو كما نعتقد مستويات التدفق في الأحاسيس والمشاعر والتي تشكل قدرات...
عجالةً حين يأتي الموتُ.. ولن تستطع أن تسألهُ لتلين قلبهُ وأنت تشير أمامه لذريتك البائسة ووصيتك التي عجالة تريد أن تصل أذانهم، تخرج من ذلك أعظم فكرة عن الخالق والمخلوق والأيام السبع التي قُضيّت في التنجيم، قبل أن يقوم ويتفقد.. وضع للأشجار أجنحة وربطها بالبرج الأول الذي سماه الليل وأختار من بين...
المكانُ الوحيدُ الذي يُعينني على الإجابةِ ذلك الذي إلتقينا به مصادفةً أول مرةٍ عندَ بائعِ صَمون ، كنتِ تنظرينَ إليَ فأدير وجهيَ لجهةٍ أخرى . وعندما أنظرُ اليكِ تديرينَ وجهَكِ لجهةٍ أخرى ، مرت سنواتٌ ونحن نلتقي عند بائعِ صمون ، مرت سنواتٌ وتغيرت أشياءٌ كثيرةٌ في هذا العالم وصلت مركبةٌ فضائيةٌ الى...
لم تأت المربية بعد‮ ‬،‮ ‬كونها بقيت تقرأ في‮ ( ‬رائحة الخروع‮) ‬، السيد أولسن بقي‮ ‬في‮ ‬الكرسي‮ ‬الهزاز‮ ‬يهز جسده ومع إهتزاز جسده بدأت قبعته الإستوائية البيضاء والتي‮ ‬سبق وأقتناها من بومباي‮ ‬هي‮ ‬الأخرى تميل‮ ‬يسارا وشمالا بل تساقطت عدة مرات من فوق رأسه‮ ‬،‮ ‬ولكنه وفي‮ ‬كل مرة‮ ‬يسرع...
هناك ضَباب وحفلٌ موسيقيٌ في باحةِ مَشفى، ما علاقة ذلك بالرَّجلِ الذي دخلَ البنايةَ، لم يكن قبلَها جالساً قُربَ بحيرةٍ أو احتسى أو استيقظت مشاعرُهُ حين لامسَ العشبُ ساقَ امرأةٍ شقراء، منظورهُ إلى الطموح قضايا ثانوية، منذُ نصفِ ساعةٍ سعلَ، وابتسمَ، وملأ غليونَهُ بالتبغ وحرّك رمادَ المدفأة ودَمَعت...
إشتغلت على مساحة ضيقة أمام تلفاز وطاولة خالية وكلينر سايرس ومنشفة رُميّت على أحد درجات سلم ،وأشتغلتُ على أن ليس هناك معجزة من أن يأتي الغراب وأُسطحَ العمقَ وأصنع نظاما بلابُنية أساسية وكان بعد ذلك أن أستعد لفكرة النفي قبل أن يطلب مني إيضاحا عن الشئ هل هو من نفسه أم خليقه ، شعرت بأن الأشياء...
طه حسين يشكك بقدرات المتنبي الشعرية في شبابه ويصف شعره في تلك المرحلة بأنه شعر يتصف بالتكلف المصنوع. أنكر أثر الكوفة في بناء المرحلة التأسيسية لشعر المتنبي يكيل طه حسين جملة من الإتهامات للمتنبي من خلال ما كتبه من تاريخ الأدب العربي للعصر العباسي الثاني، وفي مجلده الثالث، وأن لم تكن تلك...
قال راكب المترو : لاشك أن الغيم أعطى للطيور اليوم مايكفي لكني قلت له: لم أر رزا في السماء وقال الجليس الأخر: ولاشك أن داود باشا صعد السلم بأتجاه فالِدَه خاتون لكني قلت له: لكن اللوحة تشير لأمنينو ... وأخر وأيضا ولاشك سأطالع ماظل على الأرض ومابقي في السماء إن بقيت لي ذاكرة فاوست وتخيل رولا...
ما إن جلستُ المقهى حتى رمقني بنظرةٍ متفحصةٍ، رددتُ عليه بمثلها بعدَ أن عجزت عن مصافحتهِ أو الإستفسار عن نواياه ،الرجل الذي في الصفحة التاسعة من رواية هرمان هيسة "ذئب البوادي"، في ما بعد أدركت رمقني بنظرة فاحصة حين سقطت قطرات من القهوة التي كنت أرشفها على صورة لإمرأة في الصفحة الثامنة كان...
حين شيعوها الى المقبرة، بعد أن وضعت بعلبة بلاستيكية، كان أحدِ الطلبة السودانيين قد أتى بالضفدعة من بركة ماء في حديقة دار سكنه التي استأجرها مع مجموعة من أبناء جلدته الذين أتوا لدراسة الطب في جامعة بغداد. في صبيحة اليوم نفسه 25 مايو/ أيار 1969 بثت إذاعة أم درمان بياناُ للعقيد أركان حرب جعفر محمد...

هذا الملف

نصوص
18
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى