سعيدة عفيف

"أيها السادة.. لا تكونوا مصريـن على فتـــح أبواب المنافي في وجه هذه القلوب التي تــــود الاستئناس بنبيـــذ المـــودّة.. فنحن لا نرغــــب في أن يقودنا عساكر فاشيــــــون متمنطقــــون بعري عبارات نابية، نابتة على دمن الكراهية والحقد إلى أسن مزابل مخفورة بالخراب.."...
في قصعة من خشب يرقص العجين لملامسة الكفّ ها هو يُطقطق برؤوس الأصابع على الركح لحظة!!.. تلزمه جرعةُ ماء.. يستأنف الرقصَ الغجريَّ في دُوار لا يُتعبه الدُّوار سعياً حثيثا منه كدرويشٍ، من حيث يَغزِل نقطة طوافه حول الدائرة.. لن يُفلت رأسَ الخيط من كُبّةِ البداية.. يخطُر له مشهد الخبز والنبيذ الأحمر...
تتبلّد عيناي الآن، كما تتلبّد سماء نفسي، تناغما مع هذا الجو الغائم الذي يَشي بمطر وشيك. وقفت أنتظر هنا قرب جدار المقبرة. بمحاذاة مكان تهدّمَ جزؤه العلوي، والباقي تتوزعه شقوق واسعة تسكنها مختلف الهوام والزواحف. أسراب نمل في كل الاتجاهات تشكل مجموعة خرائط، وكأنها تهيئ خططا لحرب مقبلة؛ فيما كائنات...
"إننا بحاجة إلى الخيال كي نواجه تلك الفظاعات التي تفرضها علينا الأشياء" خورخي لويس بورخيس سهوت قليلا عن صوت المذيعة التي كانت تبث أخبار الظهيرة، أخبار مائعة كالعادة لا روح فيها، وسيل من...
الليلةَ عازفي حزين. سَوّى أوتاره على نغمات متجذرة الأسى، صَباهُ والنَّهاوَنْد.. وَشَدَّ وثاقي بإحكام لطقس يسود هذا الفضاء الذي لا يبدو أنه صانعه. لم أعترض على اختياره ولم ألمّح له بذلك، إذ تهيأ لي أنني في انسياب عفوي مع كل شيء حزين. لحناً، موقفا، إحساسا وانفعالا وتفاعلا. وكأن الجدوى، أنت حزين...
الأمكنةُ تتأوّهُ وتئنُّ منذ القطرةِ الأولى لصخبِ الماء تلك الكُوّةُ تكذبُ.. فمَن يهرق الليلَ على المدينة بدل الاستعارة؟ وكيف نعبُرُ بوابة الآهِ والأنين إليك يا ألله؟؟ سارقُ الوقت اللعينُ يُعنكِبُ في الهواء ليس للهواء وشمٌ يبقى ولا ذاكرة، المقيمُ فيه عربيدٌ تَشوَّشَت رؤيتُه تطوّحُ به الأهواء...
لا تبحثْ كثيرا عن امرأةٍ تخرجُ كلَّ دورةِ حياةٍ من العتمة وفي يدها مشعلُ النهار.. تُلقي بنظرتها الحالمةِ وتجلسُ لِنَوْلِها تنسجُ لهذا العالم كلاماً خفيفا يليقُ به وهو حرٌّ أن يلبسه متى أراد أن يُواريَ سَوءَتَه.. //// وفي وقت آخر تَصلُ غيمةً بأخرى بأصبُعين وجَرَّةِ مَكُّوك.. تُفصِّل فساتين...
هذا الدولابُ الدّوّار في عينِ المسافة إليك مذهبُه في العشق أن يشربَ من ماء العطشِ دولابٌ أمّارٌ بك يصطلي يهزُّ الظِّلّ الساكن في قرارةِ الماء ويحشُّ الأناة في الطريق وسكرةَ الذكرى.. تلك الذكرى التي تنبتُ لها أنيابٌ ومخالبُ عندما تجوع إليك.. والجوع إليك مُعمَّدٌ قديم بالزئير وزمجرة...
في ما تسرّب من كُبَّة الخيطِ، كنت أنفُخُ في غفوة الجمرِ صحوةً تلو أخرى.. وأُفلِتُ أيائلي ممسوسة بالعدْو ليلَ نهارْ لم تكن تنظرُ إلى المسافات، همُّها أن تستحمَّ في نهر لغةٍ تمتهن التعرّي لتسطو بالغواية على ما تبقّى من وقت.. كان الخيط دوما يتمطط وكانت اللذَّةُ فوّارة تسلكُ بي سبُل الحجّ إلى فاكهة...
بما أن لوثتي تصرُّ أن تزورني ليلا أذهبُ إلى النوم فلا أجده.. زُقاقُ الليل طويلٌ وصديق نجرجر الأرصفةَ والسمَرَ خيبةً تلوَ أخرى نَخرِزُ الحبّات في آخر المطاف، ونَعقِدها على الورقِ بغمّازتَيْن.. الصباح كغيره يُولولُ، لسانٌ ممضوغ لا يقوى على كيل اللعنات ونصفُ عينٍ مفتوحة على الوقت تهشُّ النوم...
القارىء لأعمال الأديبة المغربية "سعيدة عفيف".. الحاصلة على الإجازة فى الأدب الفرنسى.. يجد أنها زاوجت بين الشعر والقصة.. بعد بدايتها بالأول.. وتلته بالثانية.. على هدى من عشقها للأدب .. من خلال مكتبة والدها.. الذى كان عاشقا للقراءة.. فجمع فيها العديد من المؤلفات الأدبية.. وتحتسب نفسها بسيطة.. ولا...

هذا الملف

نصوص
27
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى