محمد محضار

لغة الكلام كتاب لمؤلفه الأستاذ حمزة خليف ،قام بتصنيفه كسيرة غيرية يرصد من خلالها ما يمكن أن نسميه مأثور الكلام المعتاد والسائد الذي جرى على لسان والدته السيدة عائشة في مختلف مراحل حياته من الطفولة إلى الشباب. وهو محاولة لتفسير ما يراه جزء من الذاكرة الشعبية،وكذلك ضربا من الوعي الجماعي...
دوار السبت كان يبدو هادئا, وغبش الصباح ينقشع عن سمائه رويدا. عبر الحقول الجرداء الممتدة ملء الافق , لاحت بعض الاشجار العارية ومناطق من نبات الصبار . وعند ربوة لالا تيوشانين 1وهو اسم يطلقه اهل المنطقة على شجرة تعلو الربوة , بدت مدرسة الدوار بثوبها الابيض , يحوطها سور من الطوب والحجارة اقامه...
لم يدر بخلدي أن الفجر أصبح طفلا في حضرتك وأن الشوق لملم قطرات الندى وزين وجنتيك إلا ساعة بزغت شمسا تجلو وحشة العتمة من قلبي لم يدر بخلدي أن الفرح اِنتابته النشوة فرقص بين يديك وأن الشوق مسه بعض من وهج عينيك فسكن بين جوانجي إلا حين اِنفرج ثغر الأيام ولحت قمرا يبدد حلكة اللّيالي لم يدر بخلدي أن...
1 تمر السِّنينُ شقية ويلتهم الزمن من العمر نصيبا فلا أرى سواك يقول لي : "لازال أمامنا كثير من الفرح وابتسام أيام خضراء لازال أمامنا حقل قرنفل نرتع فيه وبستان فواكه طرية موسم قطافها قد حان وتغريدة عنادل تشدو في دواخلنا وحلم بِغد تسكنه طفولتنا الأزلية لازال ربيع قلبينا دافئا يحضنُ وردة برتقالية...
لنتوقف الآن لحظة.. ولندقق النظر في صفحات الماضي.. ثم نستعيد شوق السنين الهاربة, ونسترجع وهج الأيام المنسابة في غفلة منا .. الآن يمكنك فتح كراسات الماضي , ودفاتر الذكريات الآن يمكنك ان تعرجي على دروب طواها النسيان وتنفضين غبار الصمت عن أماكن ظلت عتمات الزمن تحتويها في غير اهتمام .. الآن يمكن أن...
ليل صامت ،وحلكة قاتلة ،لحظات ثقيلة تنسل محملة بالألم ،ووحشة تكبر وتتضخم لتصبح كجبل صخري ،يحاصر الذات ،كآبة تتسربل بثوب السديم وتحط الرحال ضيفة ثقيلة على القلب ،يمكن الآن أن نتحدث بهدوء عن زمن شاحب مر من هنا ، يمكن أن نخوض في حوار سطحي ، عن أشياء دارت بيننا ونحن في تلك الشقة الوضيعة بسطح العمارة"...
عندما فتحت عيني اكتشفت بأنني قد حللت بجسم غريب عني ، جسم يبدو أكثر نضارة وشبابا من جسمي الحقيقي ، دققت النظر في المكان الذي أتواجد به ، علني أعثر عن شيء يزيل دهشتي ، انا في غرفة نوم فسيحة ، مستلق على سرير ناعم الملمس ، وإلى جانبي تنام سيدة في حدود الثلاثين من العمر ، بوجه أبيض ناصع ، وشعر بني...
أناديك يا زمن الفرح المهرول إليهم أنا هنا خذني معك إلى ضفة الابتسامات مللت التجهم أتعبني ارتعاد الفرائص خوفا من لسعات المجهول أتعبني اجترار النقائص ندما على تبعات الطلول عانيت وشربت وحدي كأس معاناتي بكيت وذقت وحدي ملح عبراتي فتريث لحظة أرجوك تريث وخدني معك علني أظفر ببعض الفتات علني أقهر بعض...
البنت تنظر حولها بفرح طفولي ، خيوط المخاط تنساح من أنفها ،ملامسة شاربيها ، تمسحها بين الحين والحين بظهر كفها ، تمسك بتلابيب أمها ، الأم متأففة تسير ، تلعن البشر والحيوان ،وتشتم الجدران والشوارع ، وكل ما ترى أمامها ،سرا وعلانية ،عيناها تشيان بحقد دفين ، وقلبها يفيض بِغل لا حدود له ، تمرق فجأة...
مررت من هنا كعصفور مهاجر تحمل في كفك زنبقة مرصعة بالبياض وسبحة تفيض بشوق الابتهال من هنا مررتَ طفلا يحضن القمر على شفتيك ترتعش ابتسامة وداع ومن عينيك يلوح بريق غريب أيها الفتى الحالم لكم عَبثتَ بالسنين ورسمت دائرة للفرح وحدودا بألوان قوس قزح أيها الماسك بعصا الحلم خطوك الواثق نحو السماء يقهر ألم...
· جالسا في باحة المقهى ،ساهما ،أفكر في أشياء حدثت ذات زمن ،أحفر بهدوء في تعاريج الذاكرة،لاأعير اهتماما لما يجري ويدور حولي ،الذاكرة تشدني ،تدفع بي إلى مدارات تقود إلى زمن عميق وأماكن كانت تضج بالحب والحياة ،أرشتف فنجان قهوتي ،أمارس حقي في العيش خارج نطاق المألوف والروتيني الحامل للسعات الملل ...
أغلقت باب بيتها ،وسدت نوافذه بإحكام، ثم تحصنت بالداخل وقد إطمأن قلبها إلى أن الموت لن يصل إليها،ولن يستطيع أن يفاجئها . الكثير من معارفها رحلوا على امتداد السنوات الماضية،أغلبهم اقتنصه الموت في غفلة منه،وهي لا تريدأن تفاجأ مثلهم.لهذاملأت كَرَار بيتها بكل المواد الغذائية التي تحتاجها ، وقررت أن...
أغلقت باب بيتها ،وسدت نوافذه بإحكام، ثم تحصنت بالداخل وقد إطمأن قلبها إلى أن الموت لن يصل إليها،ولن يستطيع أن يفاجئها . الكثير من معارفها رحلوا على امتداد السنوات الماضية،أغلبهم اقتنصه الموت في غفلة منه،وهي لا تريدأن تفاجأ مثلهم.لهذاملأت كَرَار بيتها بكل المواد الغذائية التي تحتاجها ، وقررت أن...
الشارع شبه فارغ .. تقف عند ناصيته صامتا ..تلتفت حول نفسك ..تنفث دخان سيجارتك العاشرة ،تمر شاحنة متهالكة فتطلق دخان عادمها في وجهك ،تلعن الشاحنة وسائقها ،تبصق على الإسفلت في غضب. تمد لك متسولة يدها المعروقة وتفتح فمها الأدرد طالبة حسنة، تشيح عنها بوجهك وترد بجفاء :"الله يجيب ألاألا1".تحس أنك...
قالت أمي بصوت جهوري : -إسمع ياولدي هذه المدينة لها نساؤها الشريفات العفيفات ، العامريات حمروات الرؤوس شاربات الحناء ، من دَخلها عليه أن يطلب التَّسْليم ، وسَينال المراد ويحقق مبتغاه، إذا كان نقيَّ السريرة صافي القلب . قلت لها مبتسما : -أطلبي لهن الرحمة ، مثل جميع أموات المسلمين قاطعتني: -أروحهن...

هذا الملف

نصوص
61
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى