أ. د. مصطفى الشليح

كيفَ بعضُ القول يرعاهُ الخليجُ وكأنْ خفَّ إليه التَّرويجُ ؟ كانَ منْ قَبلُ يسارًا في انتهاج فإذا اليُسرُ لقول تدبيجُ كانَ عُضويًا كلامٌ فتولَّى لزجًا كلُّ احتسابٍ تتويجُ لانَ حتَّى كلَّ متنٌ عَنْ عُروج فتدلَّى، فتخلَّى التَّخريجُ فتحلَّى وكأنْ سقطُ متاع فتجلَّى، بيديه، التَّهريجُ هُوَّةُ القول...
أوقظُ الإيقاع منْ غفوته كان تمطَّى في سرير اللَّيل، أَوْ كان تخطَّى وثبة الغيب فسالتْ أودية أسودُ هذا الماءُ إذا حطَّ كلامٌ بين رؤياهُ وما شطَّ بعيدا في الغمام ثمَّ فتياهُ، وقدْ خطَّ غرابٌ ثرثراتِ الأندية أندية توقظُ، منْ غفوته، إيقاعَها هذا كتابي جسدُ الأرض نداءُ اشتهاءٍ لُفَّتِ السَّاقُ بساقٍ...
صدر للشاعر الدكتور مصطفى الشليح، شاعر الأطلس ديوانان جديدان الأول بعنوان "كأن النهر امرأة...لاتنام" والتاني تحت عنوان "في ألف رباعية...ورباعية". في هاتين التجربتين المختلفتين يستثمرالدكتورالشليح التراكم الإبداعي الذي طبع مساره الشعري: نضج إبداعي راقي، عمق فكري وتنظير فلسفي يضعه في مصاف الشعراء...
لا أدعي هنا قدرتي الوجدانية على الإحاطة بهذا البحر الخضم من العواطف الجياشة التي تفجرها صفحات الديوان بأمواجها وأنوائها المتمددة فوق أديم الخيال الشاعري على مدى 277 نفلة،،، أنفال لا متناهية،،، كل نفلة منها تؤجج الفؤاد، تسكب فيه النظارة والقَذى سكبا معنِيا بالاشتهاء دونما انتهاء،، حتى لكأنها...
لا تُطِلُّ السَّماءُ على الأرض ليستْ يدُ العُشبِ تنحَتُ منْ ظلِّها أوَّلَ الماء. أوَّلُ ما قالتِ الشَّمسُ للرِّيح: منْ دورتي اللغويَّةِ كَونٌ يدُورُ على نفسِه؛ أوَّلُ الكَون خوفُ الطَّبيعةِ منْ شهقةِ الوردِ عندَ الحديقةِ خفقةِ طير يخيطُ جناحا منَ العطر حتَّى إلى أوَّل الكَون يَصعدُ شَهوتَه أولا؛...
يا عابرَ الليل قل لي كيفَ تعبرُه = الحرفُ سيفُ فأنَّى أنتَ تُسفرُه أغربتَ مُختلفا من حيثُ تُعربُه = ما الاسمُ رسمٌ تُدانيه وتُحضرُه ولا إليكَ انتهى وسمٌ ستسحبُه = من المكان إلى شيءٍ .. تُقدِّرُه أكنتَ سافرتَ مَرئيًّا بلا جسدٍ = الضَّوءُ سِفرٌ ولا خطٌّ .. يُصوِّرُه الكفُّ كهفٌ .. فلا تسألْ بكلِّ...
الحُبُّ قهوتكَ الأولى على ميــد منذ البداية حتَّى منتهى الجسد والحُبُّ خمرته مـــنْ جمـرة عصرتْ فاشربْ على الجمر كاساتٍ بمبترد لوْ أنَّها زبــدٌ ما ذاقَ وارده سفرَ الحياة .. على سكر ولم يرد فالنهرُ ثغرٌ أمنْ سلساله شفة تغارُ منْ أختها ريقا لمُتَّحد أمْ ثغره النهـرُ منْ موَّاله لغـة ترسو على بلد...
لعلَّ المزيَّة الأولى التي أخذناها، عن البحث العلمي، أنَّ على المرء أن يتحوطَّ لنفسه، عند إبداء الرأي، وأن يتخذ له من العدة المعرفية ما يكون له سندا، وأنْ يصدرَ عنْ أهليةٍ متأتيةٍ من تقليب النظر في نازلة، تمحيصا وافتحاصا، حتى إذا أعربَ لم يكن مغربا، وحتَّى إذا عجم العيدان توسم منها ما يكون ذا...
إلى روح أمي: الله .. قلبي راحُوا .. كـأنَّ المنتهـى مِصبـاحُ = ويـدُ المتاهـةِ لـلـرَّواح جـنـاحُ باحُوا وما برحُـوا بيانـا صامتـا = مـا لاحَ قـولٌ واستبـدَّ جـمـاحُ فاحُـوا بكـلِّ حديقـةٍ مسـحـورةٍ = وحَدائـقُ السِّحـر السَّـريِّ فسـاحُ راحُـوا فحـاروا ضِلـةً مبحوحـةً = تدحُو المسافـةَ ...
أولُ الأرض خوفُ الشَّبيهِ من الظِّلِّ. ظِلٌّ على قدمٍ في اتجاهِ الشَّبيهِ غمامٌ خفيفٌ يخيطُ انتباهَ المكان بنافذتين؛ بنافذتين يهُبُّ هَواءٌ هَواءٌ قديمٌ بنافذتين سيلهو وأزمِنةٌ تتداخلُ. لا شيءَ يعقدُها الهُويَّةُ كَونٌ إذا تتعدَّدُ أجزاؤه قدْ يُوحِّدُها؛ والهُويَّةُ شَيءٌ قريبٌ إليكَ وأبعدُ...
ليسَ لي أن أقدم شهادة في حق الأستاذة الدكتورة نعيمة الواجيدي من حيث هيَ عالمة ناقدة ومبدعة، ومن حيث هيَ باحثة ذات رسوخ بادخ في محاورة الثقافة العربية والمغربية بآليات معرفية ومنهجية تراثية ومعاصرة، فعربية وغربية، ومن حيث تجددها الدائب في تجذير مقارباتها الدراسية بإلباسها سمتا تعدديا، لا يكتفي...
عبثا سرتُ ألحقُ بي كلَّما قلتُ: إنَّ الزَّمانَ خيولٌ، وإنَّكَ في حيرةٍ من زمانكَ مثلَ البُحيرةِ تلهو تجاعيدُها بالمكان يجولُ. تجاعيدُ للماءِ. هلْ جئتَ تسألها وجهكَ المُتجولَ في عين مرآتها ؟ هلْ ترى شجرًا في حديقتها ؟ هلْ تفيَّأتَ دوحَ طريقتها ؟ هلْ ولجتَ استعارتها حيثما الضَّوءُ عتمتُها، حيثما...
يكفي أنْ أبحثَ في رؤيايَ لأعرفَ ما لا يحدثُ لكنْ يحدثُ انَّ قطارًا سوفَ يُكلِّمُنا في المهدِ بأنْ لا شيءَ يحارُ سوى عتباتٍ كنَّ غبارا يكفي جثَّة وقتٍ أنَّ زمانا تقلَّبَ رؤيا لا تأويلَ لها إلا أسماءَ ويحدثُ تبحثُ عنكَ مدارا يحدثُ أنَّ قطارًا تخذلُ سكَّتُه الأسماءَ وَقَدْ خذلتْ وطنًا أسماءُ...
ليسَ اختلافًا إنَّما لا فرقَ عندي بين أوله وآخره يمرُّ العامُ يمشي وحدَه لا يأبهُ بالواقفين ولا بعابره كأنْ منْ خبثِه يختارُ أنْ يأتي وأنْ يمضي كما في لحظةٍ منْ خبثِه كان التضادَّ وكان صوتا والصَّدَى في لحظةٍ ليسَ اختلافًا غيرَ أنِّي لَمْ أزلْ فأنا أنا لا فرقَ عندي بين منتصفِ النَّهار وبين ليل...
لمْ تعرف القصيدة المغربية، منذ كانت، شاعرا رائدا يمتلكُ ما يخوِّلُ له اتجاها في الكتابة، ويترسَّمُ خطاه مريدون، ويكون لصوته صدى في أصوات مجايليه أو المقفين على آثاره؛ بما يتعارفُ عليه بالانقطاع واحتجاب تقاليد شعرية عند محمد بنيس وعبد الله راجع. ليسَ، لمحمد بن إبراهيم، ولا لمحمد الحلوي، ولا لعبد...

هذا الملف

نصوص
142
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى