أوقظُ الإيقاع منْ غفوته
كان تمطَّى في سرير اللَّيل، أَوْ
كان تخطَّى وثبة الغيب فسالتْ أودية
أسودُ هذا الماءُ إذا حطَّ كلامٌ
بين رؤياهُ وما شطَّ بعيدا في الغمام
ثمَّ فتياهُ، وقدْ خطَّ غرابٌ ثرثراتِ الأندية
أندية توقظُ، منْ غفوته، إيقاعَها
هذا كتابي جسدُ الأرض نداءُ اشتهاءٍ
لُفَّتِ السَّاقُ بساقٍ...
صدر للشاعر الدكتور مصطفى الشليح، شاعر الأطلس ديوانان جديدان الأول بعنوان "كأن النهر امرأة...لاتنام" والتاني تحت عنوان "في ألف رباعية...ورباعية". في هاتين التجربتين المختلفتين يستثمرالدكتورالشليح التراكم الإبداعي الذي طبع مساره الشعري: نضج إبداعي راقي، عمق فكري وتنظير فلسفي يضعه في مصاف الشعراء...
لا أدعي هنا قدرتي الوجدانية على الإحاطة بهذا البحر الخضم من العواطف الجياشة التي تفجرها صفحات الديوان بأمواجها وأنوائها المتمددة فوق أديم الخيال الشاعري على مدى 277 نفلة،،، أنفال لا متناهية،،، كل نفلة منها تؤجج الفؤاد، تسكب فيه النظارة والقَذى سكبا معنِيا بالاشتهاء دونما انتهاء،، حتى لكأنها...
يا عابرَ الليل قل لي كيفَ تعبرُه = الحرفُ سيفُ فأنَّى أنتَ تُسفرُه
أغربتَ مُختلفا من حيثُ تُعربُه = ما الاسمُ رسمٌ تُدانيه وتُحضرُه
ولا إليكَ انتهى وسمٌ ستسحبُه = من المكان إلى شيءٍ .. تُقدِّرُه
أكنتَ سافرتَ مَرئيًّا بلا جسدٍ = الضَّوءُ سِفرٌ ولا خطٌّ .. يُصوِّرُه
الكفُّ كهفٌ .. فلا تسألْ بكلِّ...
لعلَّ المزيَّة الأولى التي أخذناها، عن البحث العلمي، أنَّ على المرء أن يتحوطَّ لنفسه، عند إبداء الرأي، وأن يتخذ له من العدة المعرفية ما يكون له سندا، وأنْ يصدرَ عنْ أهليةٍ متأتيةٍ من تقليب النظر في نازلة، تمحيصا وافتحاصا، حتى إذا أعربَ لم يكن مغربا، وحتَّى إذا عجم العيدان توسم منها ما يكون ذا...
ليسَ لي أن أقدم شهادة في حق الأستاذة الدكتورة نعيمة الواجيدي من حيث هيَ عالمة ناقدة ومبدعة، ومن حيث هيَ باحثة ذات رسوخ بادخ في محاورة الثقافة العربية والمغربية بآليات معرفية ومنهجية تراثية ومعاصرة، فعربية وغربية، ومن حيث تجددها الدائب في تجذير مقارباتها الدراسية بإلباسها سمتا تعدديا، لا يكتفي...
ليسَ اختلافًا
إنَّما لا فرقَ عندي
بين أوله وآخره
يمرُّ العامُ
يمشي وحدَه
لا يأبهُ بالواقفين
ولا بعابره
كأنْ منْ خبثِه
يختارُ أنْ يأتي
وأنْ يمضي
كما في لحظةٍ
منْ خبثِه
كان التضادَّ
وكان صوتا والصَّدَى
في لحظةٍ
ليسَ اختلافًا
غيرَ أنِّي لَمْ أزلْ
فأنا أنا
لا فرقَ عندي
بين منتصفِ النَّهار
وبين ليل...
لمْ تعرف القصيدة المغربية، منذ كانت، شاعرا رائدا يمتلكُ ما يخوِّلُ له اتجاها في الكتابة، ويترسَّمُ خطاه مريدون، ويكون لصوته صدى في أصوات مجايليه أو المقفين على آثاره؛ بما يتعارفُ عليه بالانقطاع واحتجاب تقاليد شعرية عند محمد بنيس وعبد الله راجع.
ليسَ، لمحمد بن إبراهيم، ولا لمحمد الحلوي، ولا لعبد...