محمد بشكار

كَبُرَ الشوق لِكلماتها لأنَّ القول المبْعوثَ من قلب ثابتٍ بالمواقف والمبادئ، لا يقف كالغبار في حواشي الأذن، بل يَصل للقلب مُباشرةً ولوِ انقطع في زمن الوباء الإرسال ! كَبُرَ الشوق لكلماتها التي تُحرِّك السَّواكن بعد أنْ جمدت الدماء في العروق، وتجعل الأبكم يستعيد لِسانه الذي بيع للجزَّار،...
غرقتْ الدار البيضاء هذه السنة بالأمطار دون أن يَمْسَس رواية أحمد المديني قطرٌ أو إعصار، عِلْماً أنَّ عنوانها مقْدودٌ من اسم عاصمة المداخن الصناعية، فمنْ حطَّ الرحال لأول مرة بهذه الغابة الإسمنتية واختلطتِ العناوين بمُفكِّرته الصغيرة المدْسوسة بالجيْب الخلْفي للسروال، فما عليه كي لا تختلط السُّبل...
أحِبُّ الكتابة عن المطر فهو كما ينْعِش الأرض ويجعلها تطفو، يُنْعش مُخيِّلتي لتطفو بأجمل الصُّور، وأغبط طائراً يُدوِّم بين السُّيول ساخراً منْ كل النَّوافذ التي أغْلقها في وجهه البشر، ليْت لي ريشه العصِيّ على البلَل ليس لأحَلِّق في رحلة الصيف والشتاء، ولكن لأحُوك أغطيةً دافئة لكلِّ الذين يذوب...
يا شاعراً تسلَّل إلى الفصْل الدِّراسي، وتصرَّفتْ التربية في نصِّه، دون إذْنٍ منه، لم أجدْ ما أهديكَ غير هذا النَّص وقد صار غريباً عنكَ قليلاً: بهذه العبارة هنَّأني مشكورا الصديق الكاتب والمترجم محمد معطسيم بِمَقْدَم السنة الجديدة، ويَقْصدُ بالنص مقالتي التي كتبتها ذات افتتاحية للملحق وتحمل...
أعْلم أنها سنة الوداعات التي بِقدْر ما أفرَغتْ الأماكن من سُكَّانها ملأتْ القلوب بالأسى، والأدْهى أن سنة الوداعات التي تعيش أو نعيش ساعاتها الأخيرة لا تريد أن تودِّعنا، لعلها تريد أن تجدِّد عَقْد رهْن أو كراء مع الزمان لتُعمِّر بسيرة الموت أطول مُدَّة في الحياة، وماذا يُجدي أن يتغيَّر الرقم ولا...
سَئمْنَا العيْش في كَنَفِ كورونا وضجر معنا من عِيشتها حتى الضَّجر، سَئِمْنَا الكِمَامة وتعْقيم اليدين والحقيقة أن العُقْم لحِق بالأرواح قبْل الأرحام وهو أشد تهديداً من أيِّ خطر، فلا لمْس ولا همْس ولا قبلات ولا عناق إلا ما يُهرِّبه بعيداً عن الأنظار العُشَّاق، سَئمْنَا على سِعة الأرض التَّسمُّر...
1 في زمن المُقايَضة التي تُعْطيك ما هو حق سِيادي بباطل يُجبر على الاعتراف بكيان صهيوني غاشم، في زمن المُزايدات السياسوية الملتوية التي تخيِّرك بأسلوب لَيِّ الذراع القذِر، بين أرضكَ أو الاستمرار في الدفاع عن حلم الآخر القصي لاسترداد أرضه الممتدة رمزيا أوسع من الجغرافيا والتاريخ، في هذا الزمن الذي...
ابنتي تُحبُّ.. بل تشهق عشقاً لـ ( BTS- بي تي أس)، أما أنا فلا أملك إلا أن أبْتلع ريقي وأسْتردَّ أنفاسي بعد شهقتها لأفهم ما الذي يجري، فهل أتاكم نبأ ( BTS- بي تي أس)، هي باسمها اللاتيني المُبْتَسَرْ، ليست أكلة سريعة تُبتلع لخفتها دون هضم، أو شراباً غنِيّاً عن كل غَلْيٍ لأنه مُبَسْتَرْ عديم...
الحديث عن محمد بشكار، الشاعر والإعلامي، هو حديث عن ثلاثين سنة من العمل الشعري الدؤوب ومن النضال الثقافي من خلال الإعلام. حتى إنه ليصعبُ الفصل بين الصفتين: فهو وإن كان صحفيا مشرفا على ملحق ثقافي فهو في البدء شاعرٌ وفي الغالبِ يمارس مهنته من منطلقات شعرية وبالخلفية الجمالية نفسها لقصائده. هو...
حين انتقل المنيعي لحياة أخرى ربَّما أفضل مما تَعيشُنا، قلتُ هذا رجلٌ لا يمكن أن نترك رحلته الأخيرة دون وثيقة للتاريخ، وعِوض الأكفان التي تلفُّ في آخر الحياة كل إنسان، فكَّرتُ في عدد خاص حول رائد النقد المسرحي وأستاذ الأجيال، ولا أُماري أو أُداري إذا أمْعنتُ في القول إنَّ الدكتور حسن المنيعي رحمه...
من ينْكُر أنَّ أول مواجهة للإنسان مع نفسه كانت مع المرآة، بل إنَّ هذه المواجهة مع أوجُهِنا احتدَّت مع الأيام وصارت لا تخلو من سلاحٍ أبيض، ألَيستْ شفْرةُ الحلاقة أول ما غدونا نواجه به ذقوننا في المرآة، والحقيقة أن النظر في الزجاج أهْوَن من مواجهة الكاميرا التي تجعل المرء عارياً تحت أنظار الجميع،...
لا أسْتَعرِض في هذه الكلمة حصاد السنة وأنا أعلم أنَّ حصادها من الأرواح، فقد اخْتلط فرح استقبال العام الجديد بحُزن سنة نودِّعها بالماء والشطَّابة لقعر البحر، ففي تلك السنة عشنا بقياسات الزمن النفسي أكثر من سنة، وقد صار يُؤَرَّخُ لمحنتها بزمن كورونا، ليس في الدفتر الذهبي طبعاً ولكن على صفحات...
ومن الأصوات ما تستطيع بصريخها أن تثقب طبلة أذن سامعها ولو كانت دون قرْعٍ يُذكر، ومهْما جلْجلتْ في الأنحاء لا تُحرِّك ساكناً فبالأحرى تحرِّكُ كرسياً لصالحها في المواقع حيث تُدبَّر القرارات، وذلك لعمري حال أصواتنا التي ظلت في تكتُّمِها حبيسة الحناجر لا تنطق بخير أو شر كلما حلت مناسبة الانتخابات،...
1 المُحرِّر مُقَيَّدٌ إلى قلمه عِلماً أن ما يخُطُّه يُحرِّر العقول من ربقة الأفكار المُتجاوزة ويُحرر معها البلاد، ولأنه يحرِّر الكلماتِ، كلماتِه أو كلماتِ الغيْر، فهو ليس مِلْكَ نفسه حين يضْطرُّ لِنَسْج علاقاته على منْطق الحِياد ! 2 عيْنُه دائماً تغضُّ لأسفلٍ ماسحُ الأحذية، ولأنِّي كنتُ يومئذٍ...
البلاغُ الذي أفْشل رُكبتيَّ، لم أجِدْهُ هذا المساء في عُلبة الرَّسائل بالواتْساب، رغم أنَّه صَادرٌ عن بيت الشِّعْر، لذلك توجَّسْتُ خِيفة ممَّا يكْتنِفه هذا البلاغ الذي لم يصِلْني ونَشَره أصدقائي الأدباء على نطاق شاسع ودامع، وقد صَدَق حَدْسي وليْته يكذب حين يتعلَّق الشِّعْرُ بالمرارة، ليتني لم...

هذا الملف

نصوص
193
آخر تحديث
أعلى