د. سامي عبدالعال

نتيجة أنَّ التنوير ليس ذا سياقٍ في شرقنا العربي الإسلامي ( وهذا سبب إساءة الفهم المُزْمِن للظروف التاريخية بين الشرق والغرب )، فقد أفرزَ الواقعُ ظواهر زائفةً. ليس أقلُها وضوحاً وجود شخصيات ( غير مستنيرةٍ ) تتكلم وتلهج ( بعبارات التنوير ) طوال الوقت. والمفارقة تقول على طريقة المثل الشعبي: (...
اقترن الإرهابُ بالموت اقتران العلةِ بالمعلول. ولئن كانت العلية مشكلةً فلسفية قد نالت ما نالت من الجِدال، فالعلية في الإرهاب حُسمت وجودياً من أول وهلةٍ. فلكَّم تغيرت اشكال التفجيرات، لكن ظل الموت الناجم عنها واحداً. وكأنَّ الارهاب بمثابة سبب الأسباب القصوى، وقد حرص الإرهابيون( بهذه الطريقة ) على...
" الأوحال لا تنضب، والتألُّه الزائف وافر الكمية، والحياة تخاتل البشر دون هوادةٍ..." " آفة السياسة أنَّها راكمت تاريخاً من إهدار قيمة الإنسان حتى في أتفه التفاصيل..." بخلاف أيّة جوانب أخرى من ثقافتنا الإنسانية، يمكن وصف السياسة بـ( مستنقع الأوحال ). وثمة مناطق سياسية في عالم اليوم تُنبتُ...
"اللامبالاة والأنامالية" ... موقفان سلبيان يَظهران كثيراً في حياتنا العامة، ولاسيما إزاء الممارسات الإجتماعية والسياسية وما يقترنُ بها من تداعياتٍ. يقول ( الموقف اللامُبالي).. لن أهتم بما يحدثُ مهما يكُّن، بينما يردد ( الموقف الأنا مالي ) ليس من شأني ما يحدث حتى ولو حدث غيرُه ضمن الاتجاه نفسه...
لعلَّنا نُلاحظ أنَّ أمريكا ( كقارةٍ من السياسة والثقافة والصراعات ) قد سعتْ إلى امتلاكِ ميراث اللوغوس اليوناني ( أي ميراث الكلمة والقانون الحاكم لكلِّ الاشياء ) مُروراً بصياغة أوروبا اليهودية والمسيحية له. أمريكا دولة كانت ومازالت تحاول استعارته من التاريخ، ليتخطى مياه المحيط الأطلسي( واضعةً...
هناك نموذج استعاري يكاد يطْغى على تضاعيف وانحناءات الثقافة العربية الإسلامية. هو نموذج ( كما لو As If..)، وربما أغلب هذه الثقافات الفرعية أو تلك من النهر التاريخي الكبير لثقافتنا الأم يسير بهذه الآلية. وصورة الـ " كما لو.." تعني ممارسة الفعل والفكر وفهم الخطابات والنصوص كأنَّها ( الحقيقة...
" إنَّ تجلي الأحداث هو وسيط الفهم إزاء ما يجري ويستحضر ما كان ضائعاً ومفقوداً " " الأحداث هي الأعماق التي تُحوّل الفعل العام إلى تأثير كلي يستبق راهن المجتمعات " ربما يمتلك رجال السياسة أكثر النظريات حنكةً على صعيد الفكر، لكنهم أثناء الممارسة يتابعون الأحداث بلا أية نظرية ناجعةٍ. في الواقع...
تقديم: الخيال هو أبرز ما يشكلُّ جوهرَ الإبداع الفني. هذه" الجمرة الملتهبة " التي يضعها الفنان في جِراب أسراره الدفينة، والتي قد تحرق منه الأفكار أو تُشعل في عقله النيران وقد تُلهب منه الأنامل والمشاعر. فمن جانب الخيال الفني، يحس الفنانُ بالجديد عبر الهواجس، ويفكر داخل الانفعالات والاحاسيس ( أو...
أظهرت الأزمات المتعاقبة على أوطان العرب ( بحثاً فوضوياً ) عن مُخلِّص. حتى باتت الشعوب تجأر بأعلى صوتها إلى المجهول أحياناً دوم مجيبٍ. وهو بحث تكمُن داخله نوازع ( ذات صبغة دينيةٍ كما يقول العنوان ) تدفع نحو أيةِ قوى وإنْ كانت مُدمرةً. فهناك تطّلع مُطلق إلى شخصيات ودول ( داخلية وخارجية ) مثلما...
ارتبطت الشفاهيةُ بالخطاب الديني منذ أمد بعيدٍ، لأنَّها كانت الحاضنة الأولى دوماً للوحي والأقوال والطقوس المؤسسة للأديان. فلم ينزل الوحي كـ" نص مكتوب " محدد الحروف والرسوم والخطوط من السماء. كما أنَّ العلاقة بين الرسل والانبياء وما يقولونه ويعلمونه للناس لم تخرج عن إطار الشفاهية. وتباعاً ظلت...
الاستعارةُ لها مكانة طاغية في الطقوس والنصوص الدينية، لدرجة أنَّها تمثل لغة رمزية تقارب الموضوعات التي لا يدركها العقلُّ بسهولةٍ. وربما أنَّ أغلب ما ينتمي إلى هذا المضمار لا يخرج إلاَّ من رحم الاستعارات وظلالها. فدلالة الله والملائكة والنبي والخير والشر والقيامة والجنة والنار لا تخلو من استعارات...
تعبر العملات النقدية عن كم التحولات التي طرأت على فكرة المُقدَّس في أذهان البشر. لقد امتصت بعضُ العملات كماً من ( التقديس الدنيوي ) في كيانها الورقي كأنَّها مكتوبةٌ ومدموغةٌ عبر طقوسٍ غير معروفةٍ. وهي كذلك بالفعل ( مثل أوراق الدولار واليورو) في جميع تفاصيل إخراجها إلى العالم، من مرحلة صناعتها...
"التجارة بالأديان هى التجارة الرائجة فى المجتمعات التى ينتشر فيها الجهل، إذا أردت أنْ تتحكم فى جاهلٍّ، فلا عليك إلاَّ أنْ تغلف كلَّ باطل بغلاف ديني"... ابن رشد " الدين زفرة الإنسان المسحوق, روح عالم بلا قلب, كما أنه روح الظروف الاجتماعية التي طُرد منها الروح... إنه أفيون الشعوب"... كارل ماركس...
اعتادت المجتمعات الإنسانية على تسمية انتهاك حقوق الآخرين بالجرائم. وجاءت القوانين لتوكد المعنى السابق في تفصيل طبيعة الانتهاك ودرجاته وصوره وأحكامه وأين سيقع من وجوه التجريم. وذلك لتحديد العقوبات ودلالة الردع المطلوبة بقدر فاعلية الأثر. لأنَّ فلسفة القوانين لا تتعلق بجسم الجرائم في حد ذاتها، بل...
إزاء عصر العولمة والتكنولوجيا واسعة النطاق والتأثير، تحدث ذات مرةٍ الفيلسوف الألماني مارتن هيدجر عن " خطر اقتلاع الإنسان من الجذور". حيث يتعرض هذا الإنسان إلى الإلقاء في العراء مقذُوفاً به في وجه العواصف. وبالفعل( كما نرى الآن ) لقد دُفع به إلى ساحة العالم جُملةً واحدةً دون إختيارٍ. فمنذ أنْ...

هذا الملف

نصوص
156
آخر تحديث
أعلى