زكريا الشيخ أحمد

أكبر نصر أحققه ؛ أن أمتلك القدرة على ثبات مزاجي ؛ لا أطلب سوى بضع دقائق ؛ بضع دقائق كافية لأغني أغنية قصيرة ؛ تمنحني ما يكفي من الهواء لأستمر في التنفس ؛ بضع دقائق تمنحني انفاسا ؛ تكفي لأتمم كتابة نص أو قصيدة من بضع كلمات . إن حزنك يقل و يتقلص كلما قل و تقلص ما تريد فعله ؛ هذا ما يقوله المنطق و...
أحياناً يبلغُ بي الجنونُ حداً كبيراً ؛ فأتمنى مثلاً أنْ أحرقَ كلّ الغاباتِ ؛ كي لا يجدوا خشباً يصنعونَ منْهُ أخمصَ بندقيةٍ ؛ لكني أتراجعُ لأنَّ وجودَ الغاباتِ ضروريٌّ للبشريةِ و لأني لا أحبُّ إندلاع الحرائقِ . أحياناً أخرى أتمنى أنْ ينَفِدَ الماءُ ؛ كي لا يتمكنَ الأشرارُ منَ الشربِ و بالتالي...
هؤلاء الذين يتقاتلون منذ الأزل ؛ هؤلاء الذين لا يرقص معهم أحد غير ظلهم ؛ هؤلاء الذين لا أحلام لهم ؛ هؤلاء الذين لا يخرجون من بيوتهم إلا لجلب رسائل من صناديقهم البريدية الفارغة ؛ هؤلاء الذين ينتظرون رسائل لا تأتيهم ؛ هؤلاء الذين يذهبون لمركز البريد بغية ارسال الرسائل و يعودون بحجة أنهم نسوا...
حين أموتُ لا أريدُ لروحي أنْ تصعدَ للسماءِ . أريدُها أنْ ترتطمَ بصخرةِ صوانٍ ثمَّ ترتدَ عنها ككرةٍ مطاطبةٍ و تنبتَ كغرسةٍ صغيرةٍ في مكانٍ ما على أرضِ الله الواسعة . أريدُ لصوتِ ارتطامِها أنْ يمرَ على أوجاعِ الفقراءِ و المحرومين و يدمرَها ، كما تدمرُ الأعاصيرُ و العواصفُ القرى و المدنَ و كلَّ...
لا أحد يعرف كم من الوقت احتاج ديدالوس و كم من الجهد بذل ليجمع ريشا و شمعا كافيا لصنع أربعة أجنحة . لا أحد يعرف كم كان الأمل يتعاظم في قلبه و هو يذيب الشمع و يتأمل إيكاروس لا أحد يعرف كم مرة نصحه : بني سوف نهرب من هذه المتاهة عبر السماء لا تطِرْ بالقرب من الشمس ؛ كي لا تذيب حرارة الشمس جناحيك و...
في المنتصف عازف بلا يدين ؛ يعزف البيانو . في الجانب الايمن إمرأة عمياء ؛ تبخ الضوء كعطر . في الجانب الأيسر شاب ؛ يتدرب على شرب الهواء . على سيرة الهواء ؛ قرأت مرة أن بإمكان فراشة واحدة أن تؤثر على الطقس ؛ من خلال سرعة تحريك جناحيها . لا اتكلم هنا عن أجنحة الطائرات الحربية فالكاتب في مقالته لم...
هؤلاء الذين يتقاتلون منذ الأزل ؛ هؤلاء الذين لا يرقص معهم أحد غير ظلهم ؛ هؤلاء الذين لا أحلام لهم ؛ هؤلاء الذين لا يخرجون من بيوتهم إلا لجلب رسائل من صناديقهم البريدية الفارغة ؛ هؤلاء الذين ينتظرون رسائل لا تأتيهم ؛ هؤلاء الذين يذهبون لمركز البريد بغية ارسال الرسائل و يعودون بحجة أنهم نسوا...
الظلُّ ينكسرُ ، يتقطعُ ، يتبعثرُ ، لكنَّهُ لا يغرقُ . الظلُّ يتضخمُ ، يتضاءلُ ، يصولُ و يجولُ ، يتسلقُ الجدرانَ دونَ سُلمٍ يسقطُ لكنَّهُ يقفُ مجدداً يتسلقُ السلمَ يتسلقُ الجدرانَ يتداخلُ معَ أغصانِ الشجرِ يعانقُ الجُذوعَ . الظلُّ لا يختفي تماماً إلا في الفراغِ ، ربما هو جزءٌ من الفراغِ و ربما...
لأني أحضنُ الصوتَ و يحضنُني لأني أحومُ داخلَ إهتزازاتِ الصوتِ و انسكبُ فيه ِ لنْ أسمعَكَ لنْ اسمعَكَ مهما كانَ صوتُكَ قوياً لا تناديني بطرقِ النداءِ التقليدية لنْ يفيدَكَ صوتُكَ و لا حتى معَ صداهُ ؛ لنْ يفيدَكَ الصراخُ أيضاً . ليكن صوتُكَ ضوءأً يقشعُ بسماعِهِ الضبابُ ليكن صوتُكَ ضوءأً يقشعُ...
ليس بإمكان الأخشاب النوم حين يكون هناك منشار بالقرب تبقى طوال الوقت مستيقظة ، قلقة على مصيرها ، بالطبع ليس كل الخشب يصاب بالقلق فقط الخشب الذي لا يعجبه ما سيؤول إليه لا ينام . الخشب الذي سيغدو كمانا أو نايا ينام مبتسما و بعمق كبير ، كذلك الخشب الذي يحب المغامرات و السفر و رؤية البحار و المحيطات...
رأس السنة ، نحتفل فقط ، نحتفل به دون أن نعلم ، هل هو إحتفال بنهاية عام كان جميلا أم إحتفال بقدوم عام نأمل أن يكون جميلا ؟ هل هو احتفال بعام جديد نأمل فيه أن نموت ميتات أقل من العام الذي ينازع ؟ هل هو حزن لأن عاما من عمرنا قد مضى أم هو أمل أن العام الجديد سيكون أفضل؟ كل ذلك ليس مهما جدا ، المهم...
طالما أن هناك طريق فأنت لست ضائعاً . كن طحينا بيد أرملة فقدت زوجها في الحرب و ابتسم ابتسمْ بوجه أطفالها و هي تعجنُكَ لتصبحَ خبزا . كن حطباً ، لا تتثائبْ استجمعْ قواك و اقفزْ اقفزْ مبتسماً بوجه أطفالها و هي تلقي بك في مدفأتها . كن اغنيةً او غني غني حتى يشعَّ النورُ من صوتك و يضيءَ بيتهم...
إكسبْ ودَّ الماءِ دائماً ، لا تخاصمْهُ ابداً ، اِبْتَعِدْ عنْ كلِّ الاشياءِ التي تثيرُ حفيظتَهُ ، افْعَلْ كلَّ الأشياءِ التي منْ شأنِها أنْ تجعلَكَ محبوباً لديهِ فما منْ أحدٍ سيفكرُ بتوفيرِ الماءِ لكَ بعدَ موتِكَ حينَ يحاصرُكَ العطشُ هناكَ . حينَ ذاكَ ؛ خذْ معَكَ الكثيرَ منَ الماءِ لتسقِ...
و لا مرة كتبت عن شمس بزغت من خلف جبل و أحالت بنورها واديا لذهب . و لا عن قمر في كبد الليل أظهر بضوئه عاشقة جالسة في حضن عشيقها الغارق في تقببل الشامات التي على جسدها . و لا مرة كتبت عن نهر ينساب من حافة جبل مارا أمام كوخ صغير . و لا عن إمرأة تدق باب الكوخ فتدخل بشعرها المبتل ثم تفرده ليصبح...
ولا مرة كتبت عن شمس بزغت من خلف جبل و أحالت بنورها واديا لذهب . و لا عن قمر في كبد الليل أظهر بصوئه عاشقة جالسة في حضن عشيقها الغارق في تقببل الشامات التي على جسد حبيبته . و لا مرة كتبت عن نهر ينساب من حافة جبل مارا أمام كوخ صغير . و لا عن إمرأة تدق باب الكوخ فتدخل بشعرها المبتل ثم تفرده ليصبح...

هذا الملف

نصوص
139
آخر تحديث
أعلى