د. محمد سعيد شحاتة

إن القارئ لقصص الدكتور أحمد الباسوسي يكتشف منذ الوهلة الأولى المزج بين الرمزية والواقعية، وإن بدت أحداث القصة أحيانا وشخصياتها مباشرة، ولكننا ما نلبث أن نكتشف الرؤية المتخفية وراء هذه البساطة والوضوح، فهو يلجأ للتعبير عن الأفكار والعواطف والرؤى، ويتخذ من الشخصيات الواقعية في حياتنا رموزا قادرة...
عبثًا تدفَّق شجوُها الليليُّ من بين النوافذ أومأتْ كي يستقرَّ حنينُها في بؤبؤ العينين يهدا أو يغادرُ نحو مسكنها القديم لعله يروي ضلوعًا أثقلتها الذكريات عبثًا تراودُ ليلَها كيما يغادر طيفُهُ أو يستقرّ على ربىً شهدتْ لحونًا عانقتها الأمنيات لكنه أسرى من القلب المعتَّقِ بالحنين إلى ملامحها فأرداها...
أحبُّ ابتسامتكِ العابسة وكحلك حين تداعبه الدمعات وأهدابَكِ الأسهمَ المشرعة وصوتكِ حين تعانقه النسمةُ العابرة فتدفئه من صقيع الشتاءِ ويطلقها بالهوى مترعة وتحضنها أعينُ العاشقين تلملمُ ما قد تناثر من زفراتِ السنين وما خلّفته المواني وما أثقل الأشرعة أحبُّ ابتسامتكِ العابسة وإن عمّقت في الفؤاد...
يقولون ليلى تستغيثُ عليلةً فياليت قــــومي يدركون دواها تجلَّتْ على أفق الخيال يتيمةً ومَــــــزَّق كلُّ الشانئـــــين رداها رأوْا لحْمَها بين اللغاتِ مُقدَّدًا فعاثوا فسادًا واسْتُبيحَ حماها تقولُ أغيثوني فإني عيونُكم وأنتم حياتي في الورى وسناها أشاحوا حياءً واستداروا تكبُّرًا وصَمُّوا قلوبًا...
التشكيل اللغوي وإنتاج الدلالة لشبكة العلاقات اللغوية أثر كبير في إنتاج الدلالة؛ إذ تمتد هنا وهناك ناسجة خيوط النص طولا وعرضا، ومشكِّلة بذلك تفاعلا ديناميكيا بين النص والقارئ، ومخفية وراء ألفاظها المختارة بإتقان الرؤية الفكرية التي تشكَّلت في الذهن الإبداعي، واحتفظت بملامح تلك الرؤية حيَّة...
مهاد: إن الحديث عن المدينة في الشعر العربي قديم قدم الشعر نفسه، وقد كان الشاعر القديم يرى في المدينة غربة شديدة، ويحنُّ دائما إلى مسقط رأسه، ومرتع صباه، وقد كانت السمة الغالبة على الشعر الرافض للمدينة هي الإحساس بالغربة وعدم التأقلم مع العيش في المدينة، ولكنه ليس رفضا للمدينة/المكان في حد ذاته...
إلى طفلة اليوريد الساكنةِ غصونَ الغاف ومياه الأفلاج، وعبير الصحاري عينان جائعتان تستلقيان على حرير الوقت والصحراءُ تنسجُ جنَّةَ العينين فاكهةً ونخلا هذا نشيدُ القلبِ يرسمُ في المساءِ دروبَ مَنْ مرُّوا شموعَ الساكنين شغافَنا نايًا وظلا اقرأ تراتيلَ المساءِ وأوقد النيرانَ واستنطقْ مآذنَكَ...
إن الإشكالية الجدلية للإبداع النسائي التي طرحت نفسها بقوة في الأوساط الأدبية والثقافية العربية جعلت من هذا الإبداع ظاهرة استقطبت اهتمام القراء والنقاد على حد سواء، وقد مارست معظم الكاتبات العربيات كتابة الشعر والقصة القصيرة قبل الاتجاه إلى الرواية التي رأت فيها الكاتبة العربية فضاء أرحب، وليس...
الثنائيات الضدية وأثرها في إنتاج الدلالة تسيطر على القصة مجموعة من الثنائيات الضدية التي تتحكم في إنتاج الدلالة، فمنذ اللحظة الأولى تخبرنا القصة أننا أمام موقفين متضادين، كل واحد منهما يسير في اتجاه عكس الآخر تماما، ولا يمكن أن يلتقيا إلا بهزيمة أحدهما، أو انكساره، أو تراجعه، تقول القصة (تتسللَ...
كلُّ خيلٍ لها متنُها والحواشي تراقبُ صوتَ الصهيلِ وأفئدةَ الشعراءِ وقوسَ المحاربِ والأعينَ الذاهلةْ * كلُّ خيلٍ لها نصُّها والعمائمُ ليستْ تراوغُ أو تتأوَّلُ مجرى الحقيقةِ بين عيونِ الخيولِ وتحت حوافرها القاتلةْ * كلُّ خيلٍ لها قوسُها ونشيدٌ يُسَيِّجُ وجهَ الحقيقةِ والأنفسَ الراحلةْ * ضالعٌ في...
الرؤية الفكرية وتشابكات الأحداث لقد لاحظنا في الجزء الأول من الدراسة أن الصراع هو الحاكم لحركة الأحداث في القصة، وهذا الصراع هو الذي تحدثنا عنه في دلالة اللفظ (غنايم) حين أوضحنا أنه لفظ ذو جذور قبائلية ودينية وظفته الكاتبة؛ لتمزج من خلاله بين الجراحات النفسية والمجتمعية، وتراكمات الاستلاب والقهر...
بلِّغْ تحياتي لمصر وقل لها إنّا على رغم الفراقِ بنوكِ نجد الحياة على رباكِ هي المنى يكفيكِ حبًّا ما نكابدُ فيكِ هل تذكرين فتىً يذوبُ تشوُّقًا لنسيم روضٍ في الصباح ضحوكِ ويهيمُ في وادي التواريخِ التي تمتدُّ بين طوائفٍ وملوكِ ويعانقُ الحلمَ المراوغَ في الدجى وإذا تجهَّمت الخطا يُدْنيكِ أنتِ المنى...
عتبة الولوج: يتألف العنوان من حيث البنية النحوية من جملة اسمية حذف أحد طرفيها وأبقت الكاتبة على الطرف الثاني دالا على ما يتشكل في ذهنها لحظة الكتابة، ومختزلا في الوقت نفسه الطرف المحذوف، ولكنه يترك المتلقي يمارس البحث عن ماهية المحذوف، وسبب حذفه، وإذا كانت الجمل تتشكل لغويا في الواقع وفق تشكل...
تدور أحداث قصة (غنايم) للكاتبة الدكتورة كاميليا عبد الفتاح في بيئة صعيدية تحكمها التقاليد الصارمة، والقيم المتوارثة التي لا يخرج عنها أحد، وهي بذلك تقدم صورة نمطية للبيئة الصعيدية توارثتها الكتابات الأدبية عبر فترات متتالية من الزمن، فهل كانت الكاتبة تريد التنويه إلى ضرورة تغيير تلك الصورة...
قالت: أحبُّكَ فتحسَّسْتُ ما بقي في جسدي دون طعنات وحين أويتُ إلى فراشي سقطتُ من كثرة النزيف قالت: دمٌ فاسدٌ لجرحٍ قديم. ومضت تمسحُ نصلَ خنجرها وتدُسُّ أوراقي المبعثرة في الزوايا بين السلالِ لعلَّها تُخْفي ملامحي * حجرتي باردة وعيوني مصلوبةٌ على حائطها لا شيء غير الصقيع وبقايا ذكريات وصور باهتة...

هذا الملف

نصوص
75
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى