عبدالرحيم التدلاوي - بين الاشجار

و نحن نعاقر الكأس,دفعا للملل و برودة الشتاء,قلت لصاحبي:
ارو لي قصة عجيبة..
و كأني فتحت صنبورا كان ينتظر ماؤه الخروج..قال:
في جو ربيعي حالم,و الشمس دافئة,شاهدت عجوزين مقبلين إلى الحديقة,كان الرجل يتوكأ على عصاه و قد طوق عنق التي معه بحنان,في حين كانت العجوز قد طوقت خصره بيدها اليسرى متشبثتا به..حفت بهما الأشجار من الجانبين متعانقة من فوق,مشكلة مدخلا على شكل قوس,بساطه عشب ندي أخضر..كانت الأزهار مبتسمة مرحبة,وقد أعلنت العصافير فرحتها بغنائها الشجي..
سارا بتؤدة العاشقين و كأن الزمن لم ينل منهما شيئا..و اتخذا لنفسيهما مكانا وسطا..
كانت الحديقة فارغة إلا من هذين القلبين الخافقين حبا..و هما على هذه الحال من المناجاة و الوصال,إذا بشابين قويين يبزغان من اللامكان,شاهرين سيفيهما,يطلبان من العشيقين منحهما ما يملكان..
توقف خافق المرأة العجوز..حضنها الحبيب و أرسل دمعة حرى..ثم أسلم الروح..ساد صمت عميق..و كأن شيئا ما نزل من الاعلى أصاب أعين الشابين,فغفيا للحظة..كانت الشجرة قد حضنت الجسدين الدافئين,و حطت فوقها يمامة..
لما استفاقا سمعا,غير مصدقين,خفق الشجرة..هما بقطعها..فانتفضت الطيور..
كان صديقي يرسل الدموع و هو يحكي..فانخرطت بدوري في البكاء

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى