فوزية العلوي - طيف.. شعر

ما زلت اذكر خطوه المتلعثم
ومعطفه الذي يشبه الغيم
صمته الذي يشبه صومعة
وحفيف انامله وهو يعرك الورقة
مازال يعبر الرواق المؤدي الى الحلم
وشجرات المندل يحنين افنانهن خجلا
لكن النهر يثرثر بعيدا
دون ان يعلم بالبراعم التي
تعرش في قصر الحمراء
وفي افياء غرناطة
والبخور الذي بعبق في قصور الشام
وفي قصبات بغداد
ايام كانت الصحائف يكتبها السلاك والفتاك
والقصائد يمهرها العشاق
بدموع الصبايا التائهات في الأسفار
تحت نجوم لا شرقية ولا غربية
كان يعبر كما يمشي على الماء
الأيام انهمرت بين اصابعها كجبال من برد
بعضها استقر في قعر الوديان البعيدة
وبعضها حلق ليصير غيوما زرقاء
تهطل على المتون والهوامش
في رفوف قرطبة وغرناطة
فتسيل في صحن الزيتونة
يشرب منه الحمام الرمادي الذي
بلون معطف ذلك الفتى الذي يشبه الغيم
في خلد الطفلة الهاربة


فوزية ع

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى