مهتدى مصطفى غالب - أنت الملكة.. شعر

أنتِ وأنا فحسب،
أنتِ وأنا فحسب يا حبيبتي
نسمعه
أيتها الصباحات المضيئات و الحالمات بالعطر و الفراشات
أيتها الشموس الطالعات من خدورها
أيتها النساء الحافيات الراقصات
على جمر الأيام و عجين العذابات
هل رأيتن كوكباً من روح الطبيعة
أو نجماً شارداً في فضاء الجسد
يبحث عن حضن دافئ
يرتل صلواته في محراب عشقه السرمدي
أيتها الساحرات ..
الشيطانات الغارقات في الشعوذة و الجمال
هل رأيتن أمي ؟؟!!
أيتها المتصوفات في محاريب رابعة و ليلى
و الرومي الذي بكى مذبوحاً من العشق
و الحلاج الذي صُلب على أعصاب جسده حتى الفناء
و السهروردي الذي عرف عرشه فاعتلاه
هل رأيتن أمي ؟؟!!
أيها الفلاسفة الماسكين عصا الحكمة من طرفيها
أيها الشعراء المحترقون بصقيع أيامكم
أيها المفكرون المعلقون في أقفاص الإيديولجيات
أيها النحاتون بأزميل الوقت صخر أحلامكم
أيها الفنانون الممسكون بأوتار روحكم
تعزفون الحقيقة التي انسترت بحجاب معناها
أيها المؤرخون
رواة الحكايا الخارجة من كأس الوقت و ألاعيبه المخيفة
هل رأيتم أمي ؟؟!!
أيتها الفراشات
التي تلون بساط اللون برقصاتها
هل رأيتن أمي؟؟!!
أيتها السمكات السابحات
في بحر روحي و أفكاري و انتظاري
هل رأيتن أمي؟!
أيتها العواطف العزيزات على ملكوتي
الرائحات صوب تلال همي
هل رأيتن أمي ؟!
أمي تلك العيناها
نور من فضاء الحبِّ
و شفتاها مباسم من مفردات الخير
أجفانها وكنات طيور العطاء
أمي
التي تسرق الهم عني
أمي التي تقطف ثمار الظلم عن شجرة الحياة
أمي
حمامة مكسوة بالدم و الحنين
و مسكونة بالرحيل إلى صباحات لا تعرف الحرائق
تنشر هديلها تنويمة للأعين المتعبة
أمي تلك العيناها
نور من فضاء الحبِّ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى