حسب الشيخ جعفر - هبوط أبي نواس.. شعر

جنان انتظار جنان اندحار
جنان انتحار فكن يا ابن هانيَ ما شئتَ, كن حجراً أو نديماً
يقيء انكساراته ضحكاً أسوداً, كن طريقاً
إلى حانة, والمقرب في المحفل الببغاء. انسحاب
العباءة موحلة في الأزقة رايتك
المستباحة, مرمية في الحوانيت, مهملة
آخر الليل منكفئا في توسلك الغيمةَ اللؤلؤيةَ
عند الحوائط تستل خيط الدنان السرابي
حولك صرعى الندامى وخفقٌ من الفجر في وجهك
الزقّ خالٍ وثوبك بالٍ
ونجمتك البابلية دون التماعتها الباب والعلج, بكرٌ
مكورة الثدي من عهد نوحٍ ,
معاً نقتفي أي لمع ونهبط سلمنا الرطب
تخبو على الحجر المتآكل منها الخطى,
أيهذا المدى المتباعد قل أي شيء سوى الرجع!
في كل أرض جنان وفي كل ومض
فكن يا ابن هانيَ
كن صخرة أو صدى
كن مدى أو ندى في انتظار الهوادج,
والجرةُ الملتقى وارتجلْ في
غبار السنابك طرديةً وانتظر خلعة أو عقارا
(أعددت كلبا للطراد سلطا مقلداً قلائداً ومقطا ...............)
أعد يا ابن هانيَ في القدح الصرف وجه
يطاردنا والبراري السرير,
الصبا عَرْفُها والربا رِدفها
والسبيل الى المشتهى الباب والثقفي
اقتلعنا عن البصرة القدم المتشبث لكننا
حين قلنا: ابتعدنا اقتربنا وأمسى التلفت
شيمتنا والتوجس في كل حان جنان
وفي كل بان أفق أيها المتكوِّم في فجر
خمارة: عندنا نبأ عن جنان
معاً نقتفي ركبها المتراقص
غيمة من غبار
وما اقترب الوجه من وجهها في طوافك
لكنه الوهم ديدننا ناحلاً يترصده في
الليالي بصيص من النار :
باب إلى حانة
أيها المتعثر في الطرقات, التوهج في الحان
عارِضُها والمجوسيّ كان ابنَ هانيَ فاشرب
جنانك وارهن خِلْعة القزم
ما كنتما اثنين
إذن, فلن تكونا واحداً,
فالزمن الدائر غير عابئ يعيد هذا اللهب
الآكل في جلدك وانفلاتها منك, فما
تحظى بها غير انتظار باطل, ونظرة يصيبها
كل خلي عابر, غير صدى من نغم في قاعة
تخلو وغير كومة تزيحها عما قريب خادم عابسة
ما كنتما اثنين, إذن
فلن تكونا واحداً يوماً,
ويخبو الذهب الآفل, يخبو وجهها عبر
زجاج باصك المندفع الأخير, عبر غبرة
يثيرها القطين في ارتحاله,
فيا أبو نواس!
(تمناه طيفي في الكرى فتعتَّبا
وقبلْتُ يوما ظله فتغيبا
وقالوا له إني مررت ببابه
لأسرق منه نظرة فتحجبا)
وتهبط سلَّمك الملتوي إلى
قبو خمارة, باحثا في الكوى الحجرية عن
خفق نجم, وفي القدح الصرف عن وجهها
المتجدد, يعلو الحوائط ظلُّكَ جنيّ ليل
إلى الفجر, ممتقعاً في أصابعك الطين
والنار تصنع دميتك الهشة
المادحون
استقرت بهم في البلاط النوى,
كلما افتضَّ
كفك دنّا تأبطتَهُ في الزوايا دليلاً إلى
حكمان الجوى,
كلما قيل: آتية..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى