أيمن مارديني - قداس الغائب..

وأنت أيها الذي يعاود الظهور لي دائما عند مفترق التعب أعاهدك بأني:
- لن أرثي أحدا سرق مني موتي.
- لن أذهب إلى جنازته، ولن أتلقى تعازيَ.
- لن أعانق أمه، أوأهمس في أذن أبيه أنه كان يحبه، وهو يعلم، وربما لم يقلها له يوما.
- لن أدخل غرفته خلسة، وأسرق كتابا خط عليه فكرة تبحث عن قائلها، أوأسمع بقايا موسيقى مازالت معلقة في سماء الغرفة.
- لن أسكن بيته، وعيناي تعانقان صورة له مصلوبة على الجدار، تنعي أن لا مريم له لتنزله وتمسد جراحه، أوتمسح تعب ما بعد الموت، والذي مازال معلقا، ولم يغادره.
- لن أكتب كلماته، ولن أقرأ أحلامه على الملأ.
- لن أصنع من صوره شكلا جديدا أراه أنا فيه.
- لن أقابل حبيبته السرية صدفة في الطريق، وأناولها رسالة كتبتها أنا، وهو لم يرسلها.
لن أتفقد أحواله كل يوم كما تعودت ...
لن أبكي ...
لن أصرخ ...
لن .......
وأعاهدك.
ولكني سوف أغضب جدا منه، من الذي يعاود الظهور لي عند تعب الحياة، من الشيخ الطاعن في السماء وزوجه وابنه، وسوف أصرخ في وجهه أحبك هو في الغفلة، وأنا أكرهك على العلن. احترمك هو في الخفاء، وأنا أعلن غضبي عليك. سوف ألعن الجراح والدم والموت، وأرفض الاختفاء والحب والحياة والعصافير وصوت فيروز دونك.
لن أفتح نافذة أخرى بعد اليوم في وجه الحياة ....
لن أقرأ على الوجوه العابرة في حياتي ما يسمى بالأمل...
أيها الداخلون تخلوا عن الحياة.
لن ....
وأعاهدك .
...
فقط الأرق هو غيابك، وعلى ريح يوسدني.


أيمن مارديني
من مرثية لصديق غادر من متردم.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى