بوعلام دخيسي - في القلبِ أنتَ، وحُضني فارغ خَرِبُ.. شعر

في القلبِ أنتَ،
وحُضني فارغ خَرِبُ.
اُخرجْ على الفور
واملأهُ بما يجب.

لا دفء ينفع قلبا
جئت تؤنسه،
وقد تجمدتِ الأحضانُ والهُدُب.

اخرجْ،
تمَرَّدْ على جوْفي وساكنهِ.
القلبُ أنتَ،
ومنْ إلاك ينقلب؟!

اخرجْ قليلا،
وفرِّجْ أضلعي
لترى بأم عينيك
ماذا تفعل الحجُبُ.

في القلب نورٌ،
ونارٌ حوله انتفضتْ.
وأنت في ذا وتيكَ
الماء والحطب.

في القلب أنت،
فسافرْ في العروق
إلى ربوع جسمي،
ودوِّن حين تغترب:

" ــ كَفٌّ:
تحن إلى أخرى
تُذكِّرها
أن المودة بالكفين تُكتسب

ــ عينٌ:
على العين،
تُصغي
ــ حين تنظرها ــ
إلى عوالمَ
لم تُخبرْ بها الكتبُ.

ــ أُذنٌ:
تحب نداءً
كان يُشعِرها بالقرب،
كيف سيغدو بعدها اللقبُ؟

ولا تسَلْ عن قـَـوام
كِاد يغرقني في الفكر
فانسحبتْ
من حوله السحبُ .!

ــ شَعرٌ،
ــ وطولٌ،
ــ وعِطرٌ لا يفارقها..
حتى كأنك وَرْدٌ
والهوى صبَبُ!

ولا تسلْ عن شِفاه
لا مجاز لها.
حازتْ قصيدتُها
ما لم يحُزْ أدبُ.

عن لحظة، صمتت فيها اللغات،
فلمْ يَبلغْ بلاغتَها
صمتٌ ولا صخب.

عن قُبلة جمعتْ كلَّ الحروف.
لها مِن روعة الضاد
ما لم تعلم العرب.

عجبت للقبلة البتراء،
كيف لها
أن تستجيب لها
في صمتها الخُطَبُ.؟!

عجبتُ للقول صمتا،
كيف تتقنه:
ـ من لم تكن لغة
ـ من كلها خببُ؟!

عجبتُ للفم،
يُفشي كل عُدَّته من الكلامِ،
إذا بالفمِّ يُعــْـــتَصَـب.."!!!

اخرجْ،
ألم تُغرِكَ الأبياتُ
أكتبُها
في وصف من نطقوا حبا
وما كذبوا.

اُخرج،
ولا تخشَ عسرا في الرجوع
كما خرجت مقتفيا
أنسي الذي سلبوا.

ستستعيد حدودا،
أنت راسمُها
أحكمتَ قبضتَها
وانقادتِ النخب

سأستجير
وأدعو الروح
ـ ثانية ـ
إلى الدخول
وتأتي سهلة تثب

ستسْتَتِبُّ لك الدنيا برمتها
فامننْ عليَّ بوصلٍ
إن همو ذهبوا.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى