جعفر الديري - في أُبَّهَةِ الموتِ.. شعر

نص - جعفر الديري

بلىْ ورمآدِ الأحبَّةِ...
مازلت مُحتفظا بالندىْ...
سورةً سورة وكتابا كتابا
لا تزال الأماسِيْ التي لملمَتها الطيور...
تزفُّ إليَّ سلاما سلاما
كُنتَ في أُبهَة الموتِ تتبعني...
تتقصَّى يمينيْ.
تَرى في الشُعاعِ المباغتِ...
أرجوحةً تتهادىْ.
كنتَ تسألُ عن جُبَّة للحيارىْ
وكنتَ نقيضَ الذين أناخُوا سفائِنهم...
ترسلُ الليلَ ما بين قوسينِ...
تحفظ فوقَ البساطِ نجوما بِعادا
وكُنتُ أرآكَ كعُشبٍ بكفِّ الطفولةِ...
يزهر يطوي المِهَادا
كان ليْ أن أرىْ في بواكيرِ ذاكَ المساءِ...
شموعا تراقَصُ ما بين عصفورتينِ...
وروحٍ مجنَّحة تتندَّى.
وراء خيالاتِنا كان ضوءُ المدينة يغفوْ...
ويسألُ ريح الشمالْ:
"أيُّ حُلمٍ تُرى أوقعتَه الدماءُ...
ففرَّ وُقيتَ الشجا"؟!
حينَ ألقيتَ وجهَك نحو اليمَامةِ...
شاهدتُ نخلكَ يعبُر في قارب الفجرِ...
منتشِياً بالحكايا.
مرَّ دمعُ هناك يُسائِل عن صخرةٍ تتهَاوىْ.
عنْ مدىْ عَتمةٍ تتخطَّى مكانَ اليباسِ...
لتنزلَ في الياسمينةِ حِبرا... ِمدادا.

الجمعة 18 / 10/ 2019

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى