أحمد اسماعيل - شمس على طاولة الرسم.. قصة قصيرة

مع الصباح الشمس تحاول أن تعلو قليلا .. قليلا ،
في لوحة كبيرة اسمها السماء.
كانت مريم تحاكي حركاتها بقلم الرصاص ،
و أمها تسرع في تقديم الأوراق لها، لتقوى عزيمتها
بالكلمات أحيانا، وبالتصفيق أحيانا، وبالقبلة وسط الرأس أحيانا كثيرة،
فمريم لا تملك يدين مثل باقي الصغار،
هي ترسم ماسكة القلم أو الفرشاة بفمها.
اليوم كان ماطرا لم تر مريم الشمس،
عبست و دخلت غرفتها بالقرب من طاولتها.
الأم : ما بك يا مريم ...
قدماها تتحرك وهي متدلية من الكرسي إلى الأمام و الخلف،
تغني..
ماما ماما
يا أنغاما ....
تغني معها الأم ...تسكت بعد لحظات،
سألتها الأم: ما رأيك أن نلعب الغميضة،
مريم: هزت رأسها يمنة ويسرة،
لاشيء يوقف الضجر.
طلبت الأم من مريم ان تغمض عينيها وتعد للمئة و وعدتها بمفاجأة حين تنتهي،
انتهزت الأم الفرصة و ركضت لدكان العم حسان و اشترت بذور عباد الشمس المملحة، و عادت أسرع من البرق الذي يلمع في السماء،
و هي ضاحكة قالت :أحسنت يامريم ، افتحي عينيك
كان المطر قد بلل ثيابها و وجهها و شعرها...
حتى مكان وقوفها على الباب مبلل..
فتحت مريم عينيها فغرقت بالدموع ، ثم تراجعت ولم تذرف دمعة
أمها تندفع نحوها وهي ترتجف قائلة:
انظري يا مرررررريم أحضرت لك البذور التي تحبينها.
هنا لم تمسك مريم نفسها من الضحك و أمها تقول اسمها بهذا الشكل،
فضحكت الأم أيضا،
أطعمتها الأم بعض البذور فقبلت مريم رأسها و قالت شبعت يا أمي،
بقيت الأم تسرد الحكايا لمريم، حتى أنهكت من التعب ، ونامت دون تنتبه أن رأسها على رجلي مريم،
المطر غزير ولن تشرق الشمس في الغد،
راحت مريم تداعب حبات البذور بأرنبة أنفها على طاولة الرسم،
في الصباح استيقظت الأم و مريم نائمة على الطاولة،
و الشمس تشرق من طاولتها بوجه أمها المتشكل من بذور عباد الشمس


أحمد إسماعيل / سورية


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى