د. المولدي فروج - أحلام طفل بريء.. شعر

أحْلمُ يا سيِّدي الأمِيرِ
أنّك جِئْتنا في القَرْية
و كنتَ راكِبَ الحَمير
حذاؤُك المَطّاطِيّ
كحِذاءِ الشَّيخ يشْكو
كلّما طالَ المَسير
وأحلمُ يا حَضْرَةَ الأمِير
أن الحِمار يومَها أطاحَك
فصرَخْنا و سخِرْنا من جِراحِك
خِفتُ، مثْليَ الأطفالُ،أن تمُوت
فَجَمعْتُ نَسيجَ العَنكبُوت
ضمَّدتُها جِراحك
وأحلُم يا سيّدِي
أن المُعلِّم ـ في حِصَّة التّعبِير ـ
وكان يقْرأُ الصَّحيفةَ اليوميّةْ
مبْتسِما و قال:
تأجَّل التَّعبيرُ كالحِسَاب
غَدا في راحَة عفْويةٍ
فلتكْتبُوا:العطلَة لا لَن تَكون
دينيّةً و لا وطَنيَّة
وألْغي امتِحانُكم
كتبتُ: العُطلةُ اسْتقبَاليّة وترْحِيبيّة
ضرَبني مُعلِّمي و قال:
لكنَّكم ستفرَحُون إذْ يجِيئكم عليّ ابْن السُّلطان
تطُوفُون حوْل صَهْوةِ الحِصَان
يعْطيكُم الهَدايَا
ويَمنَح الفَقيرَ من رَغيفِه الكبِير
وأحْلم أن المُعلِّم يقول لِي:
لا تلبَسْ حذاَءك المَدسُوس
كنْ حافِيا كما مشَيْت
لكنّ أمِّي رفضَتْ
لبسْتُه الحِذاَء بَعدما ضُرِبْتُ
أحلُم يا سيدي
بأنّك أتيْت في سَاعات رِيحٍ
أو مَطرْ
ولُذْت كالصِّغارـ مِثْلنا ـ احْتميتَ بالشَّجر
وكنتُ أجْري باكِيا
أبِي قد أخَذُوه يا أمِير
وقيلَ:
إن العُمدةَ الحَقودَ غاضِبٌ
لأن والِدي قد جَاء يَدفَع المِياه
في زيَارَةِ الأمِيرِ
للشَّجرْ
وأحْلم
أن الأمِيرَ جاءَنا مَساء
وجلس ـ كجَدّتي ـ مُقرْفِصًا
وتعشَّيتَ الرغيف يابِسَا
بِلا حسَاء
وزغْردَتْ أعْوادُ كوخِنا
وكلْبُنا
يرحِّبُ بِذيلهِ بطَلْعة الأميرِ
وأمي ألْقتِ الرِّداء
فوْق جَبْهة الحصِير
ويخْطبُ الأميرُ ـ أنْت ـ في الجُمُوع
وكنتَ دائِما تعِيد ما تقُول
ومثْلك الطُّبول
أضْحَكتنَا يا سيدِي، أضْحَكتنا طَويلا
لأننَا الصّغارُ قد تَخونُنا العُقُول
ولسْت أفهَم ما قلْت أو أرَدت أن تقُول
وكنتَ دائِما
كببَّغائِنا المَرْسوم في الجِدار
تقُول ما تَود أن تَقول .


د. المولدي فروج

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى