حبيب الحاجي - أُرِتّبُ الرَّذَاذَ… شعر

جِئتُ..
أسْحبُ الكلامَ من الشّفاهِ
أُرَتّبٌُ الرّذاذََ عَلى شُرِفَةِِ الوَجْنَه
وحْدي فِي زَحْمَةِ الأنْفَاسِِ
مُتَرَنِّحًا أرُدُّ السَّلامَ عَلى خيالِ الزِّحامِ
****
حَانَةٌ مِنَ الهُمُومِ وَالعَنَاءِ
بَاحثًا عَنْ نَسَائمِ السَماءِ
تَجْلُدُنِي سِياطَُ الوَهَنِ
تًؤَرْجِحُنِي رِياحُ القُنُوطِ
وَالطَّريقُ مُمَدَّدَةٌ كَجُثَةِ المُحَارِبِ المَهْزُومِ
تَتََوَرَّمُ سَاقٌ، تُصَابُ الأخرى بالحُمّى
تَنْزِفُ الأنامِلُ جَدَاوِلَ الحُزْنِ
يَنْحَنِي الجَسَدُ كَجَسَدِ المُتَعَبِّدِ الأَبَدِيِّ
وَذَاكَ قَبْرِي يَرْقُبُنِي بِكُلِ اِشْتِهَاءٍ
ألاَ يُمْهِلُنِي لَحْظَةَََ َ اِشْتِهَاءٍ أُخْرَى !
أََلاََ يُمْهِلُنِي رَشْفَةََ خَمْرٍ مِنْ كُؤُوسِي المُتَرَنِحَاتِ !
****
جِئتُ…
قدْ تَرَكْتُ صَوْتَ صَوِْتِي
وَصَوْتُ صَمْتِي أَفْزَعَ النِّيَامَ السَّهَارَى
أُفَتّشُ عَنْ حَرْفِ جَرٍّ جَرَّنِي لِلتِّوهِ
خَبّأتُُ لُغَتِي بَينَ غَابَاتِ الاِنْزِواءِ
حَيثُ لاََ حَرْفَ يَنْطِقُنِي وَلاَ كَلاَمَ يُعَبّرُنِي
حَاصَرَنِي ظِلِّّي فهَشَّمَ كَأْسَ أَغَانِيَّ
جَسَدِي نَهَشَتْهُ مَخَالِبَ “الأَعْدِقَاءِ”
وَرَغِيفِي تَقَاسَمَتْهُ أَفْوَاهُ ذِئَابٍ
نَوَارِسُ بَحْرِي تَصْطَادُ نَعْشِي
فيٌسْرِعُ حَتْفِي نَحْوَ مَنَصَاتِ النِهَايَه
****

جِئتُ …
فَهلْ لِي أَنْ أََعُودَ
وَدِرْعِي حُرُوف القََصِيِدِ!
لَنْ اُطِيلَ الكَلاَمَ
فَقَطْ نُقْطَةٌ عَلَى جَبِينِِ النَشِيدِ
فَلْتَتَعَرّ المِياهُ
ويَخْلَعِ الرِيحُ مِعْطَفَ الزَمْهَرِيرِ
ويَمْشِي حَافيًا فَوقَ ظَهرِ الحُروفِ
ويَنْسَى الفَرَاغَ
لِيَسُوقََنِي نَحْوَ زَهْرِ الأُمْنياتِ
وتَنْهَدُّّ غَيْمَةٌ عَلَى مَشارِفِ الأُغنِياتِ
تٌعِيدٌني لِلصَّباحِ المُنَدَّى
وتنْهَمِرُ الحُرُوفُ اشْتِهَاءً
ويَعُودُ الكَلاََمُ لِلشِّفِاهِ تَرَنُّحًا وانْتِشَاءً
وأُرَتِّبُ الرَّذَاذَ عَلَى وَجْنَةِ الوَرُودِ
****
جِئتُ… أنا عُدْتُ


حبيب حاجي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى