محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - تقول حبيبة قديمة.. شعر

تقول حبيبة قديمة :
انت لا تُجيد شيئا كطحو الجراحات ، لك مخزون من البكاء
لم يفرغ يوماً
تبدو اصابعك الهزيلة
كانصال
تمزق بها كل شيء
حتى القُبل التي نسرقها بصعوبة
وكانت مُحقة
فأنا انتمي لأجنة وُلدت ناقصة ، وعاشت ناقصة
ابن النصف حيوان منوي
ابن النصف صرخة ولادة
ابن النصف ليلة وعناق وسرير
ابن االعتمة المُفرطة
لهذا داخلي يكتظ بكل هذا السواد الرطب
وهذا النقصان الذي يحشو فراغات وجودي
باللا كمال
بالابجدية
ذات الاربعة عشرة حرفاً وجرحاً
كنت شلخاً غبياً في جدار الغيب
مهووس انا بالاخطاء اللغوية للخلق ، مثلاً اشعر كما لو انني كنتُ شيئاً اخر اذنبت
فمسخني الرب بشرياً غبياً
باُذنين
ووجه
وذاكرة
وخِصية مشبوهة ، لا تنجب سوى الغباء
تقول امي أنني غريب الاطوار ، سيء في تدبير اُموري
اُبذر راتبي
على علب السجائر والقهوة وزجاجات العرق
وتقول انني كسول
هي لا تدري انني احب البقاء معي
في هذه الشرنقة ، اُحاول فهمي ، عبر تشريحها
اُعاني في امر المحافظة على الحبيبات كما الاصدقاء
لانني لا اكترث للتفاصيل ، انا فقط احبهم هكذا
دون اي تفاصيل اُخرى
دون مكالمات ليلية ، تُرهق الابجديات والرغبة
لقاءآت تتكرر يومياً
نقود فيها الاحاديث نفسها
نضحك على النكات نفسها ، نرتشف الخمرة بالكؤوس نفسها
القي القصائد القديمة نفسها
وتندهش الاذن نفسها
افضل ان احبهم هكذا ، بطريقتي الغبية نفسها
دون اي تفاصيل
تقول امي
انني اتحدث عن اشياء سيئة ، غبية ، فاجرة
وان الرب سيسخطني ذات نزوة عقابات عابرة
لانني لم اركع له بصدق منذ ان كنت اُصدق كلمة "صدق "
ولانني اشكك دائماً
بان يكون كل هذا الظلم ، هذا الغباء
هذا التيه
مجرد ورق مبعثر في ارضية الغيب
كيف يتركنا نتمادى هكذا
حين عبرت ، اول خيول من بوابة البساتين
ودهست الزهور اليانعة
لماذا لم يسخطهم لذباب او قطع حجرية ، او براغيث
نقتلها بالمعقمات
منذ كتبت اول نص
وانا اتناقص ، لا اعرف ما تبقى مني الآن
لكن الكتابة
" نوع لطيف من المازوشية "
مُحاولة منح جرحنا سماً ، الورق نفسه يجرح ، لكنه يخفي المنافذ خلف الخطوط المُتعرجة السواد
و مستقيمة الحمل
والانجاب البزيء
احلم دائماً بفتاة لا تثرثر اكثر من القلم
لتترك للقلم فرصة تزينها بالابجديات ، لهذا كلما عرفت فتاة
خانني القلم
" اؤمن بان اول الحب
هو كل الحب "
ورغم ذلك كانت لي نزالات ، خسرت فيها عزريتي اكثر من الف مره
وفي كل مره
اشعر كما لو انها المرة الاولى
ربما كل النساء في قاموسي "هي "
و جسدي مُتطرف في امر الشفاء
تلك التي اخبرتها ذات مُغاذلة
" ان الزهرة في بدايتها كانت الامرأة التي سبقت حواء لصدر آدم وشاركته المقاعد الخلفية لحافلة نقل
وهي اول من اخترع الشبق ، واللمسات السرية
تلك الفتاة كانت داعرة
تخون آدم مع الجميع
حتى مع حمالة صدرها
ذات غرور انثوي تعرت ، وحاولت اغواء الرب
فسخطها بالعطر
وحنطها في مشهد تمثال ، تلتقطه الايادي الفضولية
و يفوح منها الشبق
ولا تجد من يطفئ فخذيها المشتعلتين ، حين تحرقها ايادي الرغبة
حتى تموت
في الشتاء الغاضب "
ضحكت هي
و كنت اصدق ما اكون ، اجراء ما اكون ، اغبى ما اكون
لم تكن المرأة زهرة ، ولم تكن الزهرة امرأة
الزهرة الهة التحرش الشرعي
والمراة ، الرصاصة المُباركة
بائعة القهوة كانت تود لو اشتري منها اكثر من القهوة ، وكنت ارغب كذلك
ولكنني فضلت ان ارتشف القهوة
و " الاكثر " ساوفره للحمام المسائي ، فانا مُفلس تماماً
بائعة الخمر
ظلت اشرف من عرفته المدينة
فوحدها من تمنح الذاكرة ، اقراص النسيان ، ونظل نتذكر ذلك
لا اعرف كيف احكم
ولكن لا احد ينسى ، الشرفاء
الداعرة التي قطبت جرحي ، اخبرتني
ان القماش
نسيه امام مسجدنا ، ليلة البارحة
حين ضاجعها
" بما يُرضي اللحية "
احببتها بشدة " لانها اول من نبهني الى ان الجنس مُحرماً فقط على مكبرات الصوت "
صديقي الذي لم اتصل به منذ سافر
هو اكثر من افتقدته الآن ، لأنه كلما مازحني في امر النصوص الغبية التي اكتبها
شعرت بانني بخير
من السيء إن تُجيد الكتابة
لأنك حينها لن تُجيد غيرها
شكراً " لقمان الحكيم "
اخبرت صديق ما بانني اُحبه
كاد يُضاجعني
تباً ليس كل الحب للمضاجعة " هناك حب لتقاسم الرصاصة وزيف المعزين في جنائزنا المُكررة "
صديقي الاخر قشر جرحي بالامل ليشفيني
هو لا يدري ان القشور على الجرح
" تعني بداية الشفاء "
لكن لا بأس كان يجرحني " بحسن النية "
حبيبتي الثالثة عشر
كانت تُحب الفتيات " لسبيان " ، لذلك كلما عبرت فتاة ذات مؤخرة رائعة
تحسست عضوها
المنتصب نحو الداخل
حبيبتي الخمسون كانت تُجيد التقبيل
وتقليم اظافر الذاكرة
بالكلمات الدافئة
حبيبتي السبعون " بكت بين اضلاعي "
حين استمعنا لُاغنية عاطفية ، قالت انها لم تتخيل انها ستُحب شاعراً
والآن لا يمكنها مهما وصل بها اليأس "ان تُحب شاعراً" لقد شوهت في نظرها الشعراء للاسف
حبيباتي المتبقيات
التهمتهم العتمة ، وسقطو في الفراغ
امتلئت المدينة بابنائي لا احد يراهم
فكل طفل لقيط اشعر بأنه ابني ، ليس لانني ضاجعت كل نساء المدينة
ولكن لأنني لم اعطي النساء اقراص مانعة للقتل
مازلت اؤمن بان امي ، هي امي بالتبني
رغم انني من " رحمها "
و والدي كذلك بالتمني رغم انه يتذكر ما قذفه في ليلة ايقاظي من سكوني الهادئ من فرص لابناء اخرين ، كنت اقلهم حظاً فلُعنت بالوجود
لكنهم عائلتي بالتبني
فانا اؤمن بأنني
" آله "
ليس لأنني قادر على الخلق ، او لانني انفث المُعجزات ب" كن"
ولكن ليس لبشرياً حقير ان يحتمل كل هذا الخراب الذي يسكنني
فانا مازلت ابتسم
واثمل
واُضاجع من النساء من استطعت اليهم سبيلا

# عزوز






تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى