بهاء المري - إلى ساحرة العيون

مِن بين الحاضرينَ توارَت قليلاً
كنُور الشمس يَحجُبهُ الضَباب
خبَّأتها الرُؤوسُ ولَما أطَلَّتْ
فكأنَّ البَدرَ لاحَ مِن بين هَالاتِ السَحاب.
ما كُنتُ لأراها لولا لَحْظُ مُقلتها
أهكذا اللَّحُظ يَخطفُ الألباب؟!

***

ثم رُحتُ بين الحِينِ والحين أرمُقُها
وكأنِّي مُتلصِصٌ بالباب.
ولما جادَت عَلىَّ بنظرةٍ
فكأنها مِن زمنٍ تُكلِّمني، وكأنّنا أتراب.
ولما أرسَلَتْ بابتسامتها؛ تلجْلَجَتْ عيناي.
هل ما رأيتُ حقيقةً؟ أمْ أنَّ الذي رأيتُ سَراب؟
يا حَظ مَن يَجلس قُبالتها
سَيرَى اتساع البحر في عَينيها
ويَرى البلابلَ في سَمائها أسراب.
نَظراتٌ باسِماتٌ تَصَيّدت قلبي
فراح فريسَة الأهداب.
ما كُنتُ أعلمُ قبل التقائي بها
أنَّ العيونَ مَصايد الألباب.

***

ساحرة العيون رُحمَاكِ.
نَحِّي سِهامَ عينيكِ عنِّى
ولا تَسألينَ عن أسباب.
فمِنَ العجائب في الهوَى
أنْ تٌدعَى القلوبَ إليه
وإنْ أوصَدنا دُونَها الأبواب.
وكم يأتيها دونَ إشعارٍ
وكم يَغزوها لِأهوَن الأسباب!


بهاء المري - مصر.
عضو اتحاد كتَّاب مصر، ونادي القصة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى