السيد فرج الشقوير - أمي..

أمي..
أتذكرين تلك الرّائحة؟
رائحة الطبخة التي تسبق الفراق
الطبخة التي صمّمتِ أنْ آكلها..
قبل ذهابي إلى الأردن
هناك يا أمي محال للقصابين..
وناسٌ يبيعون الدجاج..
وطيّبون مثلنا...
ويذهبون مثلنا إلى ( بلاد برّة)
هذا اللحم المطبوخ على نارك المتّقِدة
وأنا غير بادٍ عليّ القلق
فتقولين لي من بين أحزانكِ الكثيرة..
(إنت قلبك جامد كدا ليه يا وله)
أمي... أتذكرين..
قلبي ليس جامداً يا أمي
زوجتي تطبخ اللحم الآن...
اللحم الذي يسبق الفراق مجدّدا
وعبد الرحمن يُعدّ الحقيبة
بلا قلقٍ بادٍ يا أمي
و وحدي أرى دمعته ال يحبسها...
لما بعد مترين من بابنا
الدمعة التي كلبن السرسوب
مع كل ميلادٍ جديد
لا هوَ راحلٌ للأردن فأوصي صديقي عبود..
فيكلأَهُ بالرّعاية
فهم يُسكّرون الحدود يا أمي..
سايكس بيكو والكورونا...
ثلاثتهم يغلقون الحدود
ولا هو راحلٌ للوادي الجديد..
فيكتب لي إسلام سلامة كل يومٍ عنه قصيدة
عبد الرحمن يا أمي ذاهبٌ إلى توشكي
حتى ( ينشف شويّة)..
لينجح في مواجهة الجوع..
الذي يتخَفَّى لجيله في غده المطموس المعالم
لا أعلم لي صديقاً هناك
لكنّي موقنٌ أنّ اللّه هناك
فقط يا أمي... أنا محتاجٌ جدّاً...
لأنْ (أنشف شويّة)
.............
السيد فرج الشقوير

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى