السيد فرج الشقوير - غضبة..

إلى أنْ يأخذَ اللّهُ العشّارين إلى جهنّم..
وأصحابَ الفخامة والسّمُوّ.....
لِتُرهِقَهُم ذِلَّة
ومنْ سحلوا الوردَ فورَ طُلُوعه في سكّة السّلامة
ليذوقوا وبالَ أمرهم
إلى أنْ تنتقل النيابة العامة بحالها.. ومِحَالها
ليأخذَ اللّهُ أقولها..
هناك... حيث لا مكان للخروج بكفالة..
فيُؤمَرُ بالتّحفُّظِ عليها في مقامع منْ حديد
وإلى أنّ تقول العساكِرُ الجُوّانية...
(يا ليتنا نُردُّ..)... فنحشوا المسدّسات عيونا..
والبنادقَ صدوراً..
والميادين شهيقا...
يا ليتنا نُرَدّ..
فنستعيد البصاق المهدر فوق الأسفلت...
فنُعيدُ توجيههُ للزّناة المُحرّضين
وإلى أنْ يُساقَ القضاة إلّا حُشاشة...
إلى سلسلة طولها سبعونَ ذراعا...
وإلى أنْ تنزل مدافع إلإفطار في منَ القلعة...
وتعود لها ذاكرة المشي إلى الحدود....
فيمشي باب الفتوح إلى الفتوح..
وباب النصرِ إلى النّصر...
وتعود لباب زويلة هيبة المشانِق التي تعرف الخونة
إلى أنْ يُدرِكَ الكاتبُ الجالسُ القُرفصاء....
أنّه مصابٌ بدوالي القدمين...
وأنَّه يجلِس بلا فائدة... بالأمر المباشر
وأنّ الذي يُملِلُ التاريخ عليهِ كاذبٌ بالفطرة
وإلى أنْ يسكتَ القاعدون عنِ الهاتفين لهم بالنّجاة
والإشارة إليهم بالوسطى من الشبابيك
وبالسّبابةِ عند نجاح الصيحة
وركوبهم وقتها بحجة أنّ الشعب لا يجيد السّفسطة
أولئك الذين يراقبون اللّيوث من مكاتبهم
فيأتونَ ضباعاً.. ضِباعا...
وفودا.... وفودا... تِباعاً... تِباعا
وينمو لهم عرقاً نابضاً بالشرف الموسميّ
سأتحيّنُ الميسرة...
وأراهن الهرجَ المنتشر على بقائي في دفاتر المُصرّين على الحياة
فحينَ ميسَرةٍ عارضة كالكرامة
سأملأ حافظتي بأوراق البنكنوت
سأعرّجُ على سوق الجملة باشتهاءٓاتي المؤَجّلة
سأبتاعُ امرأةً بلاستيكية لا يعتريها الشيب
وبلا فمٍ يُزعج القصيدة...
وثرثرة تحثُّها أن تمشي في ركاب المستنصر بالأوساخ
وبلا حاجةٍ للطعام
سأضربُ ألف عُصفورٍ بحجرٍ واحدٍ..
فمها.. وباعة المستلزمات اليوميّة
سأشتري قصيدة تقول الحقيقة في وقتها..
تمشي مع الوجع الآنِيّ
سأقاطع الشعراء.....
الذين أخّروا القصائد المرتجفة لما بعد الثورة
المرجِؤن إنتماءآتهم للمناطق الدّافئة
في استراحة كريات الدم البيضاءِ المُنهَكة
سأبتاعُ أولاداً من المطاط الطبيعي..
يتحمَّلون رذالة يوليو..
وغضبةَ سبتمبر بلا ألبسة
لا يدخلون المدارس
ليس لهم حاجة إلى الدّروس الخصوصيّة
ولا يشتكون إلتهاب اللّوزتين
لا يخربشهم أطفال الحارة الشعبيّة
أطفالاً منَ المطّاطِ... فكرة عبقريّة
إنْ ركَلهم تيمورلنك...
انتهزوا المسافة نحو السماء..
فنامُوا تحت رُخٍّ يرقدُ فوق بيوضه..
ربّما في أوانِ الفقس يعودون طيراً جوارح..
تتخطّفُ العسس..
وتأخذُ منهم برَّها قسرا
وإنْ صدمهم بالحائطِ ارتّدوا إلى البحر...
فما استطاع الغرق أنْ يأكلَهم
أكلَ البحرُ لاتينوس بشحمهِ ولحمه..
آهٍ لو كان نصفك التحتيّ من المطاط يا عبده
وحدهُ الزّورق منْ أخرج للماء لسانه
مجدداً سأضربُ مليون بومةٍ محلية الصّنع بحجر
سأبيع قلبي حينئِذْ...
ماذا يجلب القلبُ غير إعتياد الأجزخانة
ما فائدةُ القلب غير أنْ يأخذُك إلى الطبيب..
فتعود بألف علّة جديدةٍ
وشرياناً مفقوداً من ساقكَ الأيمن
وهلمّ جرا من الأعراض الجانبيّة
وغير أنْ يموت برصاصة لا تُجيد القراءة...
تُخطئُ دائماً منْ يجبْ أنْ يموت
لن أكون بحاجةٍ للخوف وقتها..
ولن أعاني اللهاث..
سيأخذ قلبي معه الأورطى..
وشريانهُ الرّئويَّ إلى مائدة الكلاب المُشرّدة..
وإلى صفائح الزّبالة...
فيقتات منهُ المعجزة....
فتُشبعهم من جوع
سأحملُ ولدي في حقيبة المُهجّرين..
و بنتي كحزام طبيعي لا يُناسب بنطالاً مهترءاً
فيركبون المترو بلا تذكرة
وحين أقرّر المبيت في العراء..
بعد أن تأخذ بلادي البيت والعفش والذكريات
وترمي بشعري من النافذة
سأبكي وحدي بلا شيءٍ أخاف عليه
حين ميسرة..
سأشتري منَ الزمنِ ستَّةَ أشهُر
كمهلَةٍ للزّعيق مع حزب الكنبة
والشخط في الكترونيات التي جلبتها الحكومة
لتُعارضها بالفلوس..
وتُحدّدُ لها السُّبابَ المتّفق عليه
فيُصبحون وحدهم شُرَفاء العزبة الموروثة
حين ميسرة..
شأبتاعُ عقلاً جمعيّاً جاهزاً للشعوب العربيّة
يُدركُ أنَّ الأغنية الوطنيّة حبّةٌ للنوم
وأنّ الأوطان ليست رمالاً قاحلة لي..
وشاليهاً لجنابك
ليست جوعاً لي...
وشنداويتشات لعظمتك....
وأنّه منَ الآن حقَّ عليّ أنْ أقول...
هاتِ قضمةً يا ابن الكلب
لنُحب الأرض معاً كما تراها البندقيّة
حق لي أنْ أهتف...
منْ فضلِكم...
عندما قدْ سرقتم حِبَالَ الغسيلِ..
ادّعَيتُمْ أنّ الذي فوقهُ مِلككُمْ
وصكّ الوراثَةِ عندي دليلٌ على خِطْئكُمْ
وإمضاءُ عَدْلَيْنِ أنّ الذي قدْ سرقتُمْ مُهِمْ
فَمِنْ فضلِكمْ..
أريدُ لِباسي الّذي عِندَكُمْ

......................
السيد فرج الشقوير
مصر




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى