د. سليمة مسعودي - كلما..

كلما أحسست ببرد ما..
يطال عروق القلب..
أوقدت من حطب الذكريات نارا..
يستدفئ بها..
و ها هي الذكريات.. تستحيل الرماد..
و في أوج الحرائق.. تنتفض الحرارة في العروق..
و يذوب الصقيع..

مثل انسلاخ الظلام من هامش ليس لنا..
هكذا.. متعبة خطواتي..تعود..
لكنها.. بين ضفتين.. تفتش عن جسرها..
الجسر.. لغة من ماء و ضوء.. تدفئ نصا بيننا..
و في حياة ما.. تنضج موسم القطاف..
لتوقد من جديد.. زيت قنديلها القديم
لترى.. ما كانت تخفيه العتمة..
الأيائل تركض في مداي..
و ماء الينابيع..
و فراشات القلب..
يا خيالا كان يأخذني إلي.. إليك..
و لا نعود معا..
و ها طريق العودة..
محفوفة به المياه.. أجدف فيها.. و أبصر الضفاف..
يا ماء القلب...
ها أنا أرقب منذ الفجر..
عصافير حديقتي التي ستغيب..
كم سأفتقد صوتها..
وكم هي نافذتي.. يتيمة من الضوء ..!
و النار في دمي.. تتقد..
يا صقيع الوجد..
يا احتراقي الموعود بحطب الندم الجليل..
وحده القنديل القديم..
معلق في فراغ
يحرس.. ما تخطه العتمة..
و ها نغني معا.. لضوء يوقد الحرارة في الأطراف..
و عند عتبة الضوء.. سأسرح بخيالي من جديد..
لأرى.. ما كانت تخفيه العتمة...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى