زين العابدين سرحان - زيارة..

الفراشة التي ترتطم، بالمصباح الكهربائي
لا زالت خائفة...
الفراشة ترتعشُ حول الضوء
مثل زائرٍ منفي و بلا مأوى..
يبحث عن الدفء في هذا البيت الخراب...
الفراشة تزورني، تعبر سياج المنزل
وتحلق بقلقٍ، فوق الأزهار النائمة...
تدنو مني لتفصح عن أحزان الليالي
أسألها برقة تشبه أجنحتها الملونة
خائفًا أن تفزعها تلك الكلمات الخشنة..
هل لديكِ رسالة من الضفة الأخرى؟
هل لمستي خد الأميرة؟...
إني دودة قزٍ عاجزة
سوف أبقى على الغصن
سوف أظل أنسج أحزانًا من اللحن القديم
لن أكون فراشة تطير الى تلك الحبيبة
لن أطير مثلكِ
ولن أصير فراشة...
الفراشة الزائرة تتخلى عني
تتركني وسط الظلام تهمُّ بالإنصراف
و لم تذكر سبب رحيلها
لم تفصح عن المواعيد المبهمة
و ترحل مثل نبيٍ مسموم لم يتم رسالته
الفراشة تنسحبُ مرتعشةً
تعبر أسيجة الذكريات
تختفي مثل الدخان في السماء
و تدخل الريح الوحشية :
ينطفئ الضوء
ينطبقُ ذاك الكتاب
توصدُ الأبواب
و أنزوي في كل الأحزان . . .

10/10/2020

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى