المكّي الهمّامي - الكِتابَةُ بِالعَناصِرِ.. العِشْقُ حَتَّى اليَنابِيعِ.. - شعر

تَجِيئِينَ، مُبْتَلَّةً بالأَساطِيرِ،
ساطِعَةً في المَدَى..
وتُرافِقُكِ الأنْهُرُ الجارِياتُ
إِلى.. المُنْتَهى..

كُنْتُ قُرْبَكَ مُنفَعِلاً،
كالأعاصيرِ.. أَشْبُكُ،
في شَعْرِكِ المَطَرِيِّ، الغُيومَ..
أُعَنْقِدُها، ذاهِلاً، مِثْلَ كَرْمِ الحُقول..
أحدِّقُ في جَدْوَلٍ يَتَرَقَرَقُ،
ما بَيْنَ نهدَيْكِ،
يَمْضي إلى حَتْفِهِ، ضاحِكًا..!
وأقولُ: مَساءَ الصُّعودِ،
إلى زُرْقَةٍ في أَعالي اشْتِعالي..
مَساءَ الغوايَةِ، يا ملكوتي..!

أُهَيِّئُ رُكْنًا قَصِيًّا لزائِرتي..
وألمِّعُ آفاقَها،
نَجمَةً،
نجمةً..
وأخطِّطُ.. كيفَ أُحاصِرُ
هذه الدُّنَى الشّاهِقاتِ..؟!
وكيفَ ألاطفُها،
نسمةً،
نسمةً..
وأنا [من أنا..؟!]
مَحْضُ قافيةٍ
في نَشيدِ قوافلِها..

نَتَحَدَّثُ أكثرَ،
عن مَطَرٍ يَتَهاطَلُ داخِلَنا
[حَيْثُ يعشَوشِبُ القَلْبُ..]
نَحْكي طَويلا..
ونَشربُ قهوتَنا فرحَيْنِ،
بغُصْنٍ تَكَسَّرَ، في العُمْقِ،
إذْ نَتَلامَسُ..
نُصْغي إلى صَوْتِ "فيروزَ"
أو مَقطعٍ بأَصابِعِ "شُوبَان"،
[وهْو الطّفوليُّ حَدَّ الخرافَةِ..
يَبْني العوالِمَ من خَفْقَةٍ..!]

وأقولُ: اصْعَدي قمَرًا،
في دِمائي.. أقولُ ادْخُلي،
في ممالكَ من خَدَرٍ، كي نُحَلِّقَ
أعلَى.. اكْسِري جَرَّةَ البَرْقِ،
كي تستعيدَ الحياةُ
توازنَها الغامِضَ المتوحِّشَ..!!!

عاصفَةٌ في اشْتِهائِيَ أنتِ،
وقادِمةٌ من مُناخٍ عَصِيٍّ..
ومُتعَبةٌ كالنَّواعيرِ
[أَعْرِفُ..!]
من دَوَرانِ الفُصولِ،
ومن عَثَراتِ الطّريقِ..

يداكِ السّماءُ الخَفيضةُ، قُرْبي..
وشَعرُكِ دُجْيَةُ ليلٍ تَحُطُّ
على الكتفيْنِ.. ووجهُكِ
مِشْكاةُ راهبَةٍ..
[لا أريدُ التَّوغُّلَ أبعدَ..!]
سُرَّتُكِ النَّبْعُ،
مازلتُ أَمْتَحُ من عُمْقِها الخَمْرَ..
والرِّيحُ تَهْذي من الشَّوْقِ، خَلْفَكِ..
فالْتَبِسي بي حَنينًا تَوَجَّعَ؛
واشْتَعِلي صَرْخَةً،
يَتفتَّتُ مِنْ صِدْقِها الصَّخْرُ..

كامِلَةَ الأَرَضِينَ،
تَجيئِينَ، أَرْضًا، فأرضَا..
أُجَمِّعُ أَرْجاءَ فِتْنَتِكِ البِكْرِ،
لا أَتَجاهَلُ بَعْضَا..
ومُندفِعًا كالحَرائِقِ، داخِلَ
عالَمِكِ الأُنْثَوِيِّ الشَّفيفِ،
أُضِيئُكِ دَرْبًا،
نَسيرُ مَعًا، فيهِ،
حَتَّى الشُّروقِ الأَخِير..!


(شعر// المكّي الهمّامي)
(منزل جميل- تونس )

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى