محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - الكارثة كانت في البداية

الكارثة كانت في البداية / في الوجود الاول
في المادة الاولية التي تشظت لطبيعة انثوية الوديان والعصافير
والى كائن اخر / حيوان بلا ذيل
وبلسان اطول
من قدرة الطبيعة على التخيل
الكارثة تكمن في الاسئلة التي تقود الى اسئلة اكثر اضحاكاً
اضحوكة البقاء احياء
او في منتصف مكان لا اسم له / وله خصائص البرزخ كاملة سوى القدرة على البصق في هراءآت الذاكرة
الكارثة تكمن في الوقت
الوقت هلكوست البشرية ، محرقة الاشياء التي استعصت عن البتر
الوقت
يُحرق العافية / يُحرق الجمال / اللغة / الحب
حتى الرغبات التي نخبئها في السراويل مخافة انفضاحها للاشخاص الخطأ
ما زالت الاحلام تنام " لها الصحة والعافية "
ما زالت الاحلام تحلم بالفراغ ، او بافراغ الطرقات المطلوبة للرحلة داخلنا
لكنها تصطدم مع اول ابنة للصباح ، بزحام الجند المسؤلون عن تسير الحالمين
انت اتجه نحو ناصية الكابوس ، انت ايها الاصلع احلم بفتاة لها شعر اشقر ، انت احلم بالموت
وانت لأنك ابن سيد نبيل ستحلم بأميرة تشبه ثراءك
الجند المسؤلون عن الاحلام قذرون
يضعون لي كوابيس متوحشة ، لها انياب ومخالب ، ولها اسِرة من المسامير والامواس
تم تآجيل
حفل تأبين الموت
لأنه لم يجد ربطة عنق تُناسب الوداعات
هكذا همس لي مُسن في حلم / من الحكمة أن يكون للوداع بعض السخاء ، مثل أن نطلق ثلاثة رصاصة واحدة للسماء واثنان في المودعين
تم دهس الربيع القادم بنجاح
فلا داعي للقلق
سياتي الخريف مستعجلاً هذه المرة
كل هذا لأنني احُب المطر ؟ تم التضحية بالربيع ، ماذا عن راي الزهور ؟
في بطاقة الهوية كُتب عاشق سابق ، تم تمريري عبر البوابة دون تفتيش ، العشاق السابقون لا يحملون اكثر من نصف قلب ، ولا يملكون اصابع لتحمل الحقائب المفخخة ، ولا يملكون سوى ذاكرة مفضوحة الخطوات ، والقُبل اللزجة
في البطاقة كتبو سجين سابق بتهمة الشعر
والشعر يجب أن يضع تحت المادة ١٣٠ لأنه يقتل صاحبه / يقتل كل ما يكتبه / يقتل حتى نفسه احياناً
ولكنه اكتفوا بتهمة السرقة
سرقة خصوصية الاخرين وفضحها لاخرين يحدث أن يُفضحوا ايضاً متى ما تعرت اشياءهم
في البطاقة كتبو حالم سابق
بكت فتاة ضليعة في علم التنجيم ، وهي تقول
" الحالمون السابقون ، هم جثث طازجة تمشي على اكثر من اثنين "
لم افهم الامر
ولكنني
اسير على اقل من اثنين
اسير على الضباب دون ارجل ، ربما لهذا لم احتاج يوماً أن ابدل حذائي
بكت الفتاة الضليعة في علم الاحلام ايضاً
ثم اعطتني
طريق
وعصافير يدلونني على منبع الترحال
مزقوا الهويات السابقة
في الهوية الجديدة
اعطوني اوراق فارغة وقالوا
" جد نفسك ، ثم اكتب في الهوية الجديدة ما شئت "

# عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى