محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - ماذا تُريد

ماذا تُريد
سألني الظل المُعلق مثل نافذة تتنصت على رياح ضائعة في مواسمها
سألني
ما اُريد ؟
اريد وقتاً اضافيا
ساعة بلا عقارب تلسع اللحظات وتُدميها بالغروب
اُريد أن اسبح
دون أن ألج المياه ، دون أن تفزع يداي ، ورحلتي في الذاكرة
سُفن القياصرة
والرومانيين القُدامى ، الاغريق ، والفينيقيين
دون أن اسبح في بحرٍ لي انا
وليس للعابرين مُصادفة من تحت حُلمي بالحياة
سألني الجدار الذي
بيني / وبيني
ماذا تُريد
اجبت لا شيء ، فقد انوي التبول ثم اذهب
مثلما يُرضي المشيئة والحياة
سألني الليل ، حين ما شاركته
سب الزمان ، العتمة الصفراء ، اغلفة السراب الصامته ، شقلبة الحبيبة في نومها المُرهق بشراسة الشهوات
طهو اسنان النهار المحطمة ، جرح انف الذاكرة كي لا تشم في جسدي عرق الانتظار ، كسر جمجمة القصائد العارية ، نهب بستان السكارى العالقين في خوفهم من شرطة النسيان
سألني
الليل وقبل أن اجد الاجابة غفا
تركني
وحدي اواجه سلطة النسيان
واُدخن اصابع التجربة
سألني الحب
عن زهرة اللوتس التي نمت في عانة المقهى القديم
عن احرفي الاولى ، و عثرات ظلها في جريه نحو البكاء
عن نهد اُنثى
علمتني أن اشتهيها في الغياب
وأن اخونها في اللقاء
اترك جميعها ، ثم اُقبل جرحها ساخراً من نظرة اللحظات
سألني الحب عني
فقلت
أنني امضي الى نفسي ولكني اضيع
اضيعُ عن الطريق
واعود دوماً
نحو ذوات الاخرين
اين انا ؟ اوجدتني في ركنٍ ما
المحتني
امشي على الطرقات اطارد ظل ذاكرة من حديد
ارايتني
اُرتب الصلوات للموتى ، واراجع الرب في الحسابات الصحيحة للقيامة
اشاهدتني
اتلو قصائدي في الميادين الخراب / في مشانق تشنق المقتول لكي يتعلم أن يحيا وأن يخفي طعنته عن الجلاد
ارايتني انشد امام حدائق السلطان
قصائد من جراح / من رحيل / من دعوةٍ سرية للموت الذي اركض اليه وحين اقربه
كمثل غابة من الغمام ، يضيع بين الاصبعين
وانا اضم مدينةٌ
من الفراغ بين يدي
حتى تجن الرحلة من ثقل الطريق
سألني الطريق عن الطريق الى الخلاص
فاخبرته
لا ادري فليس للموت ذاكرة نراجعها
لنعرف اين نحن ، وفي اي ناحية نسير اليه ، لنجمع من تساقطوا في المنام
سألتني ذاكرتي
اننسى ؟
قلت
وماذا سيبقى إن نسينا فالنعش لنكتب عن فواجعنا
او فلنمت

#عزوز
  • Like
التفاعلات: آدم بشير تاور

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى