عامر الطيب - خسرتُ الجَّميعَ واحداً تلو الآخر

خسرتُ الجَّميعَ واحداً تلو الآخر
لكني استيقظتُ
وأنا أدندن أغنيةً طفوليةً جاحدةً،
ليستْ الشمس هي التي تسعدنا
ليس الياس أو الضحك،
عشتُ من أجل سعادة
كبرى،
أعرف إن الآخرين سيسخرون مما أقوله ،
لكنني أبجلك يا سيدتي
حيث ينهار عالمنا بسرعة
كمرايا خالصة
فأقول هاتي يدكِ
إنني أقبّلُ بكثافةٍ لأنظفَ شَفَتي !

بالخوف من حياة مغمورة،
من منزل مهجور ،
من غيمة بلا ذكريات .
بالخوف من كلمة صغيرة
أردتُ أن أحبك متشجعاً
مع أنَّ لعبتي الوحيدة
هي تلك الشمس التي تلطخُ عتبةَ بابي !

"ما من حياة قصيرة
مثل حياتي "
صدفةً على العشبِ اكتشفتُ ذلك
الفخَ و أحببته
ثم عدتُ إلى بيتي متبجحاً
و أرسلتُ إلى رفاقي أن يحضروا ،
وأمام الملأ أقول :
"ما من حياة قصيرة مثل حياتي"
إنَّ من يملك حياة طويلة
لا يهبكم شيئاً منها !

لا أود أن أكون وحيداً
إن أمكنني أن أحبكِ،
إن أمكنني أن أحفر نهراً
صغيراً على امتداد
ظلكِ،
أنت تمشين وهو يتبع ما تبقى
له من الكمال ،
أنت تنامين
لكن ظلالك ليست زائلة
فالأنهار الصغيرة تكبرُ في الليل !

جسدكِ يشبه جسد امرأة
رأيتها أيام ما كنتُ
أرقد بجانب مذبحةٍ
دموع و نيران و صراخ داخل الرياح
الصاخبة أيضاً.
جسدك يشير غالبا
إلى أن الغرفة عالية
فالرجل الذي يصعد السلم
يبدو دائخاً.
جسدكِ يضيع دائماً
كرائحة الدخان على يدي!

لن نبقى معاً
لم يعد لدينا ما نخشى أن نفعله،
فلنهب النجوم
عمرها الحقيقي ،
فلندع الموت يصقل معدنه بدمنا
فلتضع المدينة كقلب رجل .
فلنعش مثل وجوه الذين نفقدهم
حيث القمر يسطع مبكراً كعين فانية،
فلنقف
إن الساعة العاطلة تسبقُ الزمن !

إنني في فراغ إنساني و أرغب بأن
تكون لي قوة قيثارة
لأرافق نفسي في الوديان.
أرغب ألا أتعذب وأنا أحبك
كما يحدث للعاشقين في الأزمنة
القديمة ،
أن يجيء الموت
كقيلولة
و باستطاعتك أن تلفي
حول العنق شيئاً من حبكِ أيضاً.
إنني أصيح كمن يستسلم ،
فدائماً ثمة إنسان متوحش
كمدينة منذ مئة سنة لا تلد الأطفال!

على مهل رأيتُ
الطيور تهبط و تعلو ،
هكذا عشتُ و لي النافذة التي أراقب منها
كانت أجنحتها تخفق
أما الهواء فهو الذي كان وحيداً فحسب
حيث الأشياء الوحيدة لا تُرى !

ليل دون مصابيح واطئة ،
عتمة كل مكان في العالم
هي عتمة غرفتي الآن.
إنني لا أحلم
إلا على سريركِ،
لا أرتعد إلا و رأسك بين يدي،
لا أقول لدي الكثير
لأحبكِ،
لا أذهب إلى حياتي بعد ذلك
إلا بالطريقة التي
أشتري بها عطراً !

عامر الطيب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى