شريف محيي الدين إبراهيم - بقايا الكلب

في حديقة القصر الذي يحرسه الكلب رعد ،فإن كل ما يتخلف من طعام أفراد العائلة وخدامها ،
يلقى به إليه.
في الصباح شاهد بنفسه كميات كبيرة متبقية من طعام كلبه وقد تناثرت على الأرض من حوله.

هو عادة لا يحرص على متابعة تقديم وجبة الافطار لكلبه.
بيد أنه في ذلك اليوم أبصر "عبدالله "خادم الكلب العجوز، وهو يجمع تلك الباقيا ثم يلقى بها في صندوق القمامة.

لمح بعض كلاب الشارع الضالة، وهي تسترق النظر إلى كلبه وقد سال لعابها جوعا، كانت تنظر من بين فتحات سور الحديقة الحديدي إلي طعام رعد، ثم تقلب بصرها إليه وكأنها تستعطفه.

نادي الخادم العجوز
عنفه كثيرا على إلقائه للبقايا ، ثم أمره أن يأتيه بها ، من صندوق القمامة...
نظر عبدالله إليه في تعجب!!!
ولكنه لم ينبس بكلمة، فقط ، احضر له في عجالة، بقايا طعام رعد ، فأخذها منه في غضب
ثم ألقى بها إلى الكلاب الضالة، فما كان منها إلا أن جعلت تهز ذيولها فرحا وهي تلتهم البقايا بشراهة.

كرر ما فعله في صبيحة اليوم التالي،و أصابته دهشة بالغة، حين لمح جموعا من الناس وهي
تشارك الكلاب ، بقايا اللحم والعظم، والأرز البائت المتسخ بلعاب كلبه وبرازه.
تطلع إليهم وهو مشدوها.....!!
كانت الابتسامة الكبيرة قد ارتسمت على وجوههم، بينما جعلوا جميعا يهزون ذيولهم فرحا وغبطة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى