أ. د. أبو الحسن سلام - مداخل توفيق الحكيم

" .. أنا الآن أعيش للفن وحده " هذا ما قاله توفيق الحكيم - منذ سبعين عاما مضت - يعد معاصرته لسبعة عصور، شاهد عيان لعهود ملوك ثلاثة ورؤساء جمهوريات أربع وشهد الاحتلال العثماني والبريطاني لمصر؛ و ثورتي 1919 و 1952 ، وعاش أحداث تسعين عاما ( حربين عالميتين والنووي الأمريكي في هيروشيما و نجازاكي ووعد بلفور – نكسة 1948 – العدوان الثلاثي – نكسة 1967 – حرب الاستنزاف – حرب أكتوبر- وإنهيار الاتحاد السوفيتي ، والكتلة الشيوعية وظهور نظام عالمى جديد
فماذا يعني قوله عاش للفن وحده ,, وقد اشتبكت كتاباته المتشعبة بين المسرح وحوارياته الفكرية بمعتركات الحياة تعبيرا عن موقفه الوجود!
انفتح الحكيم علي منابع فكرية فلسفية واجتماعية ، دينية وسياسية واقتصادية ؛ محمولة علي جناح الخيال ، ما منعته عزلته عما يحيط به من شواغل و تفاعلات إنسانية حياتية محلية و عالمية . إن الأديب ، و الفنان كليهما يظل حاضرا في عصور تالية علي عصره ؛ ما استحضر فنه الإنسان الذي يسكننا .. ولأن فن الحكيم المسرحي يبعث فينا ما يوقظ وعينا بآثار تقلبات الزمن في سمو الفكر الإنساني فينا ، و في كبوات الممارسات ؛ موشحة بمباهج التعبير ؛ لذا كان حضوره فينا بالفكر والفرجة ثنائية تدفقت عبر جماليات الحوار الدرامي في مسرحه ؛ تعبيرا عن موقفه الفكري والجمالي من الحياة.
* الإطار الفكري للخطاب الدرامي في مسرحه :
- يقوم علي جدل ثنائية الجديد / لقديم .. المتغير / الثابت.
- يقوم علي مساءلته العصرية للمستلهم التراثي .
- التوفيق بين استشراقات التراث وحداثية المعاصرة .
* الإطار الدرامي للحدث في مسرحه :
- ينطلق من حداثية الشكل ورجوعية الخطاب .
* خاصية الأسلوب في مسرحه :
- مر مسرحه بثلاث مراحل فنية ( مسرح المجتمع ، المسرح المنوّع ومرحلة التجريب في الشكل . في المرحلتين الأوليتين تأرجح أسلوب الكتابة بين تقنيات (مسرح الأفكار والمسرح الذهني ومسرح الفكرة /الدعوة) - يميل إلي التنويع والتنقل بين الواقعية النقدية ( الأيدي الناعمة) ، الواقعية الفكرية ( السلطان الحائر) الواقعية السحرية ( رحلة إلي الغد ، رحلة إلي القمر، بيجماليون ، سوق الحمير الدنيا رواية هزلية ) ، الطبيعية في مسرحية : ( محمد) والواقعية النفسية : ( أريد أن أقتل )
- توظيف تقنيات أنسنة الأفكار في المسرحية الفكرية : ( الملك أوديب – براكسا ومشكلة الحكم )
- يميل للتشخيص التشفيري علي شاشة ذهن المتلقي في المسرحية الذهنية المشخصة شفريا علي شاشة ذهن المتلقي : ( شهرزاد) .
- ينتصر للفكرة في مسرحية الفكرة / الدعوة : ( مجلس العدل ، الحمار يفكر الحمار يؤلف )
- في المرحلة الثالثة بنحو للتجريب ؛ في الشكل : التعليمية الملحمية في ( شمس النهار) والعبثية في ( يا طالع الشجرة ، الطعام لكل فم ، مصير صرصار و لزوم ما لا يلزم)
- السريالية : ( الدنيا رواية هزلية) بتوظيف تقنيات المينيمالية – الكتابة غير المكتملة –
ومع أن من الباحثين من يدمج مسرحية الأفكار مع مسرحية الدعوة/ الفكرة والمسرحية الذهنية ضمن مصطلح المسرح الفكري ؛ إلا إني أفرق بين هذه الأنواع الثلاثة .
-تميز أسلوب مسرحه بنزع الألفة عن المتلقي وإصابته بالدهشة – وهي ركيزة أسلوب الشكلانية ، والعمود الفقري لنظرية التغريب الملحمي -
- تتوالد بنية النص المسرحي الفكري ( مسرحية الفكرة ) من سياقات اجتماعية وتاريخية : " السلطان الحائر ، بنك القلق، الورطة، الأيدي الناعمة ، مجلس العدل ، الحمار يفكر "
- تتداخل في مسرحياته زمكانية الحدث ومراوغات المعاني والمفاهيم ..
- يوظف سببية الوجود السلبي والوجود الإيجابي في الحدث
- تتأرجح حركة الفعل الدرامي بين المركز و الهامش . ( شمس النهار، السلطان الحائر
- يتراوح أسلوب الصياغة في بعض نصوصه بين المفارقة وأفق التوقعات والسرد الانعكاسي ( الدنيا رواية هزلية)
- - تظهر الملامح الحداثية في وجودية الشخصيات ( السلطان الحائر شمس النهار) عبر نسجية البنية التوليدية والبنية الرومنسية .
- للحوارية في مسرحه وظيفة تعليمية .
* الإطار الدرامي للشخصيانه المسرحيه :
- الشخصية الدرامية في مسرحه ذات منقسمة بين سمات تراثية وسمات معاصرة في آن .
- الشخصية الروائية في رواياته توأمة بين ذاته وبنات خيالاته : ( عودة الروح - عصفور من الشرق - يوميات نائب في الأرياف ) .
* الإطار اللغوي للحوار في مسرحه :
- يقول الحكيم: إذا كان الحوار في نظر هيكل " أسمي نمط للتعبير الدرامي" فإن مهمته لا تنحصر " في سرد ما حدث لشخوص المسرح وإنما في جعلهم يعيشون حوادثها أمامنا مباشرة دون وسيط أو ترجمان " وهذا يعني عنده أن مهمة الحوار " لا تقف عند رسم الشخصيات وتلوين المواقف بل هو الذي يعول عليه أيضا في تكوين الشخصيات وفي خلق جو المسرحية "
- الحوار الدرامي عنده قالب أدبي يشبه الشعر ؛ لأنه ملكة تولد أكثر مما هو شئ يكتب ، واستعداد طبيعي يميل إليه أولئك الذين يميلون إلي الاقتضاب". بعبارة أخري : " لا يجب أن يقوم الحوار علي الحشو والإطالة " وهذا يعني أن الأسلوب المثالي للمسرح تنحصر وظيفته في إبراز تماسك العمل الدرامي ووحدته من خلال بلورة الأحداث ومواقف الشخوص " حيث " يختلف لونه وطبيعته وروحه وطريقته باختلاف طبيعة الفنان وطبيعة العمل الفني "
* الخاصية الأسلوبية للحوار المسرحي :
- يميل الحوار إلي روح الجدل الفكري
_ التراوح بين روح النقاش والتعبير عن جوهر إرادة الشخصية ، لا جوهر شعورها . ( شهرزاد ، شمس النهار – السلطان الحائر – يا طالع الشجرة – الطعام لكل فم - لزوم ما لا يلزم - الحمار يؤلف ، والحمار يفكر)
- تواري المؤلف خلف الشخصية القناع التي تحمل عنه وطأة أرائه المعارضة .
_ الاعتماد علي جمالية الإيجاز الحواري البليغ .
- يعتمد علامات استبدال فكرة الثبات والجمود بفكر التغيير في روعة استهلالات نصوصه الدرامية ( شمس النهار، مجلس العدل . )
- يوظف تقنية " مشطور الحوار " في صياغة البنية الحوارية للمقدمة الدرامية ؛خاصة في مسرحية ( يا طالع الشجرة ) ليحقق عبثية الاتصال اللغوي .
* إطار التحول الدرامي في مسرحه :
- تأسس علي فكرة " كل جديد فيه غرابة تبعث علي الدهشة ؛ وتثير التساؤلات المنتجة للاختلاف واحتدام الصراع . "
- ميل الخطاب الدرامي إلي المصالحة بما يسم البناء الدرامي بتقنيات المقاومة بديلا للصراع ؛ وذلك أثر من آثار نظرية الوسط الذهبي الأرسطوية التي أستبدلها بمفهوم (التعادلية) : ( السلطان الحائر – شمس النهار )
- يميل إلي المراوغة في استعمال المصطلحات كتبني فكرة الوسطية التي يطلق عليها ( التعادلية)
- تنتهي أحداث مسرحياته بالمصالحة بين أطراف الحدث الدرامي : ( السلطان الحائر، شمس النهار ) – وهو المنحي نفسه الذي تنتهي إليه مسرحيات ( سارتر) التي تشكل دعوة تكسب التأييد لفلسفته الوجودية .
* جماليات البني الدرامية في مسرحه :
- ترتكز علي توالد المعاني والإنتاج المعرفي الجدلي .
- مراوغات المسكوت عنه في أسلوب الاسقاط والترميز .
- تلجرافية جمل الجوار ورشاقة الألفاظ .
- التناص الأسلوبي والتقني الدرامي مع نصوص عالمية : ( المسرح اليوناني) : أوديب ملكا ، الطعام لكل فم - ( المسرح الملحمي ) : شمس النهار- مجلس العدل .. وهي تتناص مع " دائرة الطباشير القوقازية" لـــ "بريخت ، تتناص مع مسرحية " قاضي محكمة بلخ " للايراني : ( بيضائي) - ( مسرح العبث) : يا طالع الشجرة ، وهي معارضة تفكيكية لشجرة المعرفة في توراتية قصة (حواء وآدم )
- انحدار الفكرة الدرامية من نصوص سابقة: في بعض نصوصه المسرحية ( الملك أوديب – بيجماليون ، براكسا ومشكلة الحكم ).
- الميل إلي مراوغات المساءلة في استلهاماته من التراث العربي والعالمي
( الشجرة التي تثمر أربعة أنواع من الفاكهة المختلفة علي مدار فصول السنة ، السحلية التي تختبئ في جذع الشجرة و بداية اسمي الشخصيتين الرئيسيتين ( بهادر – بهانة ) بحرف الباء وما يحيل إليه – تأويلا- إلي: " آدم وحواء" باعتبار كل منهما بداية لجنسه " تفكيكا للقصة التوراتية ")
- جمالية النبض الإيقاعي في التعبير الحواري اللغوي لمسرحه .
- الاعتماد علي التعادلية لغويا بما أطلق عليه هو نفسه ( اللغة الثالثة) القابلة للأداء اللفظي بالفصحي وباللهجة العامية المصرية أيضا .. عن طريق تخليص الحوار من الحروف الروابط والأدوات : ( حروف الجر والجزم والنصب ، و العطف وأدوات التوكيد والتحقق ) .
* القضايا المثارة حول مقولاته وآرائه في المسرح :
* قضايا النقد المثارة من الحكيم نفسه :
دأب الحكيم علي المراوغة في بعض تعامله مع المفاهيم المتداولة في المحال الفكري والثقافي والمسرحي خاصة ؛ ومن بين تلك المراوغات التي صدرت عنه مباشرة خلال لقاءات فكرية أو ثقافية بثت علي شاشات التلفاز أو بثت عبر المذياع أو وردت في حواراته المتعددة في جلسات نقاش أو حوار كتلك التي أجراها معه د. رشاد رشدي عبر سلسلة من اللقاءات الشهرية علي صفحات مجلة المسرح في إصدارات مسرح الحكيم في ستينيات القرن العشرين ومنها ما ذيّل به بعص إصدارات نصوصه :
- توصيفه المراوغ لأسلوب نص " يا طالع الشجرة .. حيث نسب تلك المسرحية إلي اللامعقول ، مفرقا بين مفهوم العبث ، واللامعقول ، معتبرا أن " العبث عبث في المضمون ، بينما العبث في اللامعقول هو عبث في الشكل" وترتيبا علي ذلك التفريق المراوغ يعتبر مسرحيته ( يا طالع الشحرة) إلي مفهوم اللامعقول . مع أن كتّاب تيار مسرح العبث وباحثوه ، قالوا : ( العبث في الشكل وليس في المضمون ) ومن ناحية ثانية فإن تقنيات كتابة مسرحيات ( يا طالع الشجرة ، الطعام لكل فم ، مصير صرصار، لزوم ما لا يلزم) توظف مفردات البناء الدرامي العبثي ، حيث استبدال ما يعرف بالحدث الدرامي في بنية النص المسرحي بالحالة الدرامية ، وتأسيس الخطاب الدرامي علي طلب المنطق في وسط عبثي؛ حيث تناقض الفعل مع القول ، وتعادل لغة الصمت مع لغة الكلام ؛ طلبا للدهشة ( الموؤدة) حيث لا تنتهي الحالة الدرامية إلي تغيير .
- مراوغته في نحت مصطلح ( التعادلية) باعتباره مصطلحا جديدا من فكره هو ؛ بينما الحقيقة تؤكد أن التعادلية هي الوسطية الإسلامية ؛ وهي الأصل مقولة أرسطو المعروفة : بنظرية ( الوسط الذهبي ) الممثل لها بـــــ ( الفضيلة وسط بين رذيلتين ) وهي نفسها التي تتمثل في المحتوي الفلسفي الوجودي لثنائية : ( الحرية والالتزام) حيث يتحقق الوجود في عدم تجاوز حرية الأنا لحرية الآخر" لا ضرر ولا ضرار" .
- مراوغته في نحت مصطلح ( اللغة الثالثة) في الحوار المسرحي . والمعلوم أنه ليست هناك لغة ثانية ولغة ثالثة في كلامنا ، وإنما هي لغة واحدة فصيحة ولهجة عامية .
* قضايا مثارة حول مسرحه :
- نسب بعض الباحثين وعدد من النقاد إليه ريادة استخدام ما يعرف باللغة الثالثة في الحوار المسرحي، وهي تقنية كتابة لفة الحوار بأسلوب صحافي تسهل انسيابية تلقيه من عامة الناس .. ولكن الرجوع إلي تاريخ الكتابة المسرحية ؛ ينفي عنه صفة الريادة والسبق إلي هذا الموضوع ؛ فقد سبقه إلي مزاوجة لغة الحوار المسرحي فصحي وعامية للعراقي ( ناعوم السحار) بمسرحية : ( لطيف وخوشابا) عام 1905 وسبقه فرح أنطون في مصر في مسرحيتيه ( مصر القديمة ) و ( مصر الجديدة ) وسبق أولئك جميعا ابن دنيال في باياته الظلّية المسماة ( بابات ابن دنيال) ق8 هجري التي امتزج الحوار فيها بين الفصحي والعامية .
* من آراء توفيق الحكيم في الحياة والفن :
* مفهوم للفن والأدب :
- الحكيم يعتبر الفن نظاما وأن مرادف النظام لديه هو الاقتصاد أي البيان بلا زيادة ولا نقصان " فقد أهتم كثيرا بالحوار المسرحي ، كما أعتمده أسلوبا لإخراج العمل الفني الجميل ، خصوصا أن عملية الإخراج هذه تخضع لمراعاة " قوة بناء" العمل الفني ، أي أن علي المسرحي أن يكون مهندسا أدبيا "
* المنطلقات المسرحية النظرية في فكر الحكيم :
- سبب اختاره للمسرح الذهبي أسلوبا وتوجها فكريا وحركاته للغربيين في إنتاج عمل يمزج بين الرواية والمسرح ( مسرواية : الصفقة ) اعتقاده الراسخ " بأن القوالب المسرحية والأشكال الفنية هي مجهودات مشتركة واجتهادات إنسانية متداخلة ، وإن لنية الفن شأنها شأن بنية كل جسم تحتاج في بنائها إلي كافة العناصر الداخلية أي ( المحلية ) والخارجية ( أي المستنبتة أو المستعارة )
- اهتم رغما عن تأكيده علي استحالة التخلص من القالب المسرحي الغربي بمراجعة تراكمات الفرجة المصرية ، ومنها ما يقدمه علي الخصوص الحكواتيون والمقلدون والمداحون . وبما أن هؤلاء كانوا يعتمدون الملاحم والسير مادة عملهم وتواصلها مع الجمهور " الذي كان يجد فيها أخصب المتع الفنية " ، فقد لمس فيهم أدواتين يستطع كل واحد منهم أن يقدم للمتفرجين روائع المسرح العالمي وأن يكسبها طابعا شعبيا رغم انتمائها إلي الثقافة العليا. ولكن هذا الطرح النظري - كما حدده توفيق- تعترضه صعوبة كبيرة كما يقول : إيجاد المقلد الموهوب الذي لا يتقمص الشخصيات كما يفعل الممثل في المسرح ، وإنما يرسلها تحت أعيننا رسما واعيا مع احتفاظه بشخصيته الحقيقية شأنه شأن النحات الذي يباشر عمله أمام ناظريه "
* الحكيم والفن التشكيلي :
- رغما عن أنه لم يكن رساما فقد كان شغوفا بفن الرسم وبعواطفه ومجالاته منذ أن كان في باريس " يتردد كل يوم أحد علي متحف " اللوفر" ويقضي في أروقته ست أو سبع ساعات يقف خلالها ، بمعدل ساعة أمام لوحة واحدة "
يرجع افتتانه بالفن موما إلي تشبعه بالفنون القديمة ومنها علي الخصوص الفنون المصرية القديمة والإغريقية ، فإن إنشغاله بالفن التشكيلي كان وليد علاقته بشيخ يدعي السيد " هاب" الذي لقنه " مفاتن الفن وفتح بصره علي جمال النحت والعمارة والتصوير والآداب القديمة "
-
- ابتكر لنفسه مقاييس ياتيه خولت له تحقيق إستقلالية علي مستوي التأمل والتقدير والاستنتاج "
- * قضية الإلهام والخلق في الفن - عند الحكيم :
- اهتم بالإلهام الفني لدي القدماء وعند العرب .. يري أن الخلق الفني لدي المثال المصري له بصيرة غريزية أو مدربة تجعله بنفذ إلي ما وراء الأشكال الظاهرة والإحاطة بقوانينها المستترة ومن ثم أنه لا يعنيه جمال الجسد ولا جمال الطبيعة من حيث هي شكل ظاهر ، وإنما تعنيه الفكرة والقوانين البطانية التي تسيطر علي الأشكال ؛ لأنه يشعر بالهندسة غير المنظرة التي تربط كل شئ بكل شئ كما يشعر بالكل في الجزء والجزء بالكل "
- هذا الشعور أولي علامات الوعي في الخلق والبناء وهذا ما جعل المقال المصري يصور روح الأشكال لا أجسامها كما جعل من الفن المصري " سرا مغلقا " إلي حدود أوائل القرن العشرين لأن الحضارة التي ينتمي إليها هي حضارة مستقرة تقوم علي الزهد والتفكير فيما وراء الحياة ( القلب والروح ) ، كما تقوم علي السكون ، علي عكس الحضارة الإغريقية التي تُمارس العقل والمنطق ؛ الشئ الذي أدي إلي أن يكون فنها ماديا يقوم الي الحركة ( أي الحياة ، كما تشهد علي ذلك تماثيل الآدميين العارية الأجساد ) ، كما يقوم الي الروح وهذا حوّله إلي فن " تجميل للطبيعة إلي حد إشعارها بنقصها "
- اما بالنسبة للفن العربي ، فإنه يقوم علي لذة الحس والمادة ؛ لأنه نتاج السرعة ( اللذة) واللا استقرار ، ولأنه كذلك ، فقد كانت ركيزته ( الزخرفية) هي نتاج الحلم باللذة والترف ، ولولا الزخرفة لضاع الفن المعماري العربي ؛ لأنها أجمل وأعجب فن خلّده التاريخ "
وبين عنصري الاستقرار وعدم الاستقرار يتموضع البناء الفني أو ينمي
نهائيا ، حيث " أن الاستقرار هو أساس التأمل . والتأمل هو الذي يوحد
الميثولوجيا والخيال الواسع والتفكير العميق والإحساس بالبناء "
وإنجاز العمل الكبير في مجال النحت والتصوير ( التشكيل ) يفرض الي
من يزارله " آن يكون ذَا أحساس عميق بالتناسق العام ، و أن تكون
ركيزته التأمل الطويل والوعي الداخلي للكل في الجزء والجزء في الكل .
إن هذا الامتلاك ( الإحساس العميق والوعي الداخلي ) هو الذي يخلق
الفن العظيم "
وهو ما لا بتحقق إلاّ عبر اقتران الروح بالمادة والسكون بالحركة ، والاستقرار بالقلق ، والبناء بالزخرف "
وهذا ما لمسه الحكيم في فنون الحضارة اليونانية الآي تقوم. " علي صراع بين ديونيسيوس رمز الروح والقوي الخفية الشائعة والنشوة ، وأبولونيوس رمز الفردية والشخصية المفروزة والوعي "
- المطلع علي تنظيرات الحميم في التشكيل عموما يدرك مدي عنايته بخصوصيات هذا الفن وتذوقه بعقلية كلاسيكية وحديثة . يقول في هذا : " أنا موزع بين الكلاسيك والمودرن الحديث لا أستطيع أن أقول مع الثائرين : فليسقط القديم ؛. لأن القديم أيضا حديد علي ، فأنا مع هؤلاء وأولئك "
وهو يري أن التشكيل " فن حسي لا ذهني " عالمه الضوء والرمزية والتيقظ لألوان الطبيعة الذي يجعل الفنان " النابض بالحياة ، متيقظ الحاسة إلي حد الوحشية ، أو ما يوقظ الروح إلي حد الصوفية "
لهذا لا يحب الاعتقاد بأن اليقظة الحسية أو الروحية في الفن " هي وقف علي عصر من العصور ، وإنما ترجع أحبانا إلي طبيعة الفنان وحده وحالات نفسه المتغيرة أحيانا أخري " من هنا يؤمن الحكيم بأن. " مصادر الفن الحديث تستمد حقها ( مرجعيتها ) من الفنون الأولي مباشرة : الشئ الذي جعل تيمة الفن الحديث تنحصر " في محاولة إعادتنا إلي التجارب الفطرية البدائية القائمة علي البساطة إلي حد التركيز ، وعلي استلهام فن الزنوج الذي ترك آثارا واضحة في التصوير الحديث والموسيقي الحديثة والرقص الحديث "
وعن الإستبصار في حياة الفنان يقول : " العين ترصد الألوان العمل التشكيلي لم يعد في نظره سوي " نتاج كائن ، ( الفنان) ، يعيش في داخله جنبا إلي جنب حيوان وإله ، لكن أهم أداة يعتمدها هذا الكائن في عمله هي العين " لأن " انتماءها بالألوان في الحياة والطبيعة والفن شرط لازم في التصوير "
توفيق الحكيم الذات والموضوع :
- من يريد البحث عن سيرة توفيق الحكيم فليقصد مباشرة عصفور من الشرق ففيه مادة السيرة الذاتية للحكيم في أثناء مقام دراسته في باريس السيرة الذاتية في صيغ مبطنة تتطلب تأويلا وتتعدي آثار حياة الحكيم نفسها و اعتقاداته فيها ، ففي بعض السير الذاتية الغربية تتعامل مع السرد الذاتي تعاملات لا بملئها فرد بلسان المتكلم الفردي بل " بحيل لغوية وأسلوبية آخري منها " جعل الكلام عن الذات يتعين في سرد منزوع التعيين الشخصي فيكتب الروائي سيرته ولكن بضمير الغائب ومنها جعل الكاتب يتكلم عن نفسه ولكن بلسان القرين وهذا ما يطلق أحمد فارس الشدياق عليه " علقة السارد بشخص السرد ، ميله البديل ، أو القناع ، أو الاسم الفني "
- كتب ( عودة الروح ، يوميات نائب في الأرياف ، عصفور من الشرق " ... وما لبث أن تبناها علي أن فيها شيئا من سيرته الذاتية " وهي حيلة أسلوبين تبتعد عن النوعين المذكورين ، إذ تلصق بالشخصية المروية حقبة من حياته اسما ونسبا ".
- لهذا جري اعتبار هذه الرواية سبرة ذاتية ، إلا من قبيل معاينة ما تتضمنه مع وقائع معروفة عن الحكيم أو بناء لتأكيدات لاحقة له ، تفيد أنه قصد منها كتابة القسم الأول أو المتوسط أو الأخير من حياته .
- وفي عنوان هذا الأخير التفاتة إلي كتاب عصفر من الشرق الي ما ينبه بين محسن ويودي وإيفان وباريس والسيدة زينب وغيرها علاقات تفصح في أحداثها ودلالاتها عن مشقة السر سواء أكان روائيا أم سيريا حميميا أم عموميا .
- جمع في غير حديث من أحاديثه بين كونه راوية وجامع لبعض من سيرته الذاتية ، فهو يمزج بعضا من أدبه وسيرته الذاتية خاصة في عصفور من الشرق في صيغ مبطنة تتطلب تأويلا وتعتدي آثار حباته و اعتقاداته ، مع أن صياغته لا تنسب القول الي المتكلم . في السرد ، هناك تباين بين مبناه التأليفي وكيفية تعيين مواده والإحالة الي خارجه والتعامل معه علي أنه سبرة الحكيم في باريس ؛ة إذ أن للسرد في الإخبار والتعيين منطقا تأليفا ، يستجمع ويفرق ويقوم علي عرض رواية وذاك نفسه قائم في بنية روايته ( يوميات نائب في الأرياف) وفي هاتين الروايتين فضلا علي رواية (عودة الروح) تتكشف مواقف الحكيم نفسه باعتباره ساكنا فيما يعرف بـــــ ( الشخصية القناع ) تلك التي يتستر الكاتب خلفها إذا يحملها ما يريد قوله متواريا
- ماذا في شخصية محسن عصفور من الشرق من توفيق الحكيم
- ماذا في علاقات محسن عصفور الشرق النسائية من علاقات الحكيم النسائية ؟
- ما الذي تعنيه كل من سنية وسوزي وإيفا وساشا لمحسن ، و توفيق. ؟!
- ماذا في شخصية نائب في الأرياف من توفيق الحكيم وكيل النيابة ؟!
- * تداخل الأمكنة والأزمنة بين حياته وكتاباته :
- هذا المسير ينطلق أو يقوم في عدد من تحقيقاته علي وجود تداخل بين مكانين أو بين مسرين من الأمكنة ، منها ما يقع في مصر ومنها ما يقع في باريس : وهو ما يثبته الروائي منذ الصفحة الأولي في الرواية إذ نحد التداخل حاصلا بين ميدان " الكوميدي فرانسيس" و ميدان السيدة زينب "
- التباين والتداخل – في تتابع السرد - بين نسقي الأمكنة : بين الكنيسة مكان الصلاة المسيحي والمسجد مكان الصلاة الإسلامي
- تقول عنه سوزي " اعتاد أن يأتي كل يوم إلي هذا الشباك ، فينتظر حتي ينبض الناس ويخلو المكان فيتقدم قائلا : " بونور مدموازيل ". " فأرد اليه التحية فيقف يطيل إلي النظر صامتا ، ثم يتحرك قائلا : " أوروغواي مدموازيل ". ويمضي لشأنه ".
- وحين يقرر محسن ذات مساء وبعد إلحاحات من صديقه الفرنسي مبادرة أو مفاتحة سوزي بما يكن لها من مشاعر فإنه لا يقترب من شباكها بل يلحق بها ، كمن يطارد صبية وقع نظره عليها في الشارع طالبا بغرض المعاكسة بل يتبعها من شارع إلي مترو من د ون أن ينجح باللحاق بها في المرة الأولي ولا في المرة الثانية في محا لك آثر محاولة ألي ينجح في العثور علي مكان بيتها وهو فندق في واقع الأمر . لكنه لا ينتظرها عند الخروج منه أو عند الدخول اليه بل يأتي بحبيبته ويسكن تماما فوقها في الغرفة التي تعلو غرفتها . إلا يقول عنها : " نتاجها راضٍ بالقليل ! يكفيه منها مجرد الشعور في كل حين إنها هي جارته "
- إرادة الفعل .. يحسب حساب النتائج أولا
- حتي يقوي الحكيم - الشاب - علي معاكسة ( سوزي) عاملة شباك تذاكر مسرح ( كوميدي فرانسيس) يجعل محسن في رواية (عصفور من الشرق ) يستعيد ( سنية / بنت جيران .. بنت الحارة) في رواية ( عودة الروح) خلال شخصية ( سوزي) عاملة شباك تذاكر مسرح ( كوميدي فرانسيس ) في رواية : ( عصفور من الشرق ) قبل أن يقوي علي معاكستهما وطلب الغرام منها
* رواسب التقاليد الشرقية :
- هوية حي السيدة تسكنه : ذلك أن محسن في باريس يخلط بين المكان هنا والمكان في القاهرة فلا بتصرف فيه إلا ما بمقتضي ما أملته عليه عادات المكان الأول : فما براه في ميدان الكوميدي فرانسيس يستدعي صورة ميدان المسجد في حي السيدة زينب .
ومحسن في باريس لا يقوي علي فعل ما يقوم به الحبيبان علي مقربة منه علي أن المكان مشترك وفردي له ولسوزي ذلك أن المكان الخارجي عمومي دون أن يكون قابلا لممارسات فردي خارجه
- لم يَصْب بصدمة حضارية مشاهدة موقف غرامي خارج عن مألوفة الثقافي
- لم يقطع عليه تأمله غير حركة معانقة فتاة وفتي من خلفه يقبل أحدهما الآخر علانية كما اعتاد الباريسيون أن يحفلوا بعازل أو رقيب لذلك أزور محسن عنهما برأسه غير راضٍ بعرض العواطف في الشوارع والطرقات فتبادل وهي الآي ينبغي لها أن تحفظ في الصدور كما تحفظ اللآلئ في الأصداف
* 'ديناميك الفكر والنظرة الجدلية عند الحكيم :
- ابتعاده عن الفكرة المثالية التي كانت تنظر إلي المبدع باعتباره متلقيا ملهما للغير ؛ علي العكس من ذلك يراه إنسانا متجذر الحضور في الواقع .
- لا يستطيع أن يخرج شيئا من لا شئ .. فكل شئ يخرج من كل شئ
وهذا يعني أن جريان الأبداع الأدبي في المسير الثقافي الإنساني سلسلة متصلة من التأثيرات المتلاحقة .
- ليس الابتكار في الأدب والفن أن تطرق موضوعا لم يسبقك إليه سابق ، ولا أن تعثر علي فكرة لم تخطر علي بال غيرك ... إنما الابتكار الأدبي والفني ، هو أن تتناول الفكرة الآي قد تكون مألوفة للناس فتسحب فيها من أدبك وغنم ما يجعلها تتقبل خلقا حديدا يبهر العين ويُدهش العقل ... أو أن تعالج الموضوع يكاد يبلي بين أصابع السابقين ، فإذا هو يضئ بين يديك بروح من عندك "
• أ علاقته بالحكام : كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر معجب بمقالات توفيق الحكيم وكان يحبه حب جنوني وكان السبب في ذلك هو قيام كاتبنا بالتمهيد في كتاباته لظهور عبد الناصر على الساحة السياسية ووصفه بالبطل المغوار الذي ستنهض على يده البلاد، وكان كاتبنا كثير المدح لعبد الناصر ولأعماله . ولكن مع مرور الوقت تحول توفيق الحكيم إلى عكس ما كان عليه فأخذت كتاباته طابع الإنتقاد لسياسة عبد الناصر .. وعلى الرغم من ذلك لم يكن الزعيم عبد الناصر يحمل الضغينة والكره ، بل بالعكس كان يتقبل منه ذلك بصدر رحب .
• تأثره مسرحيا :
عن تأثره بشكسبير يقول : " بالطبع تأثرت به كما تأثر به كل من كتب ويكتب للمسرح .. بوعي أو بغير وعي منا . فهو من الشوامخ التي لابد أن تلقي أشعتها في داخلنا لأعماقنا أردنا أو لم نرد.. غير أن تأثري بسوفوكليس أكثر وأظهر ..
- سبق أن ذكرتم أن شكسبير شاعر روائي أكثر منه شاعرا مسرحيا فما هو تعليل ذلك عن سؤال د. رشاد رشدي له عن رأي له في مسرح شكسبير : قال؛ رأيي هذا قلته عن شكسبير بالقياس إلي سوفوكليس ذلك أن البناء الفني عند شكسبير يكاد يماثل الرواية بتتابع مناظره العديدة المتنقلة من مكان إلي مكان ومن زمن إلي زمن كما تتابع فصول الرواية .. في حين أن البناء الفني عند سوفوكليس مثلا يقوم علي أساس مختلف .. وقد لخصت رأيي في قولي : ربما كان شكسبير أمتع وأعجب وأرحب من سوفوكليس .. ولكنه أقل منه قدرة علي التركيز الدرامي “
* موقفه من الحياة :
- ا لزواج نقلة مفاجئة من التدليل إلى التذليل.
- الألم نفسه مهما عظم يتضاءل كلما اشتركوا فيه جميعا، ويخفّ حمله كلما حملوه معا، بل إنّه أحياناً ينقلب عزاء مثلجاً للصدور.
- ليس الكرم أن تنفق مال بلا حساب .. ولا تقل لي مثلا أن فلانا الغني أنفق على و لائم و عزائم و سهرات فيستحق إذن لقب (كريم) .. أو أنه أنفق على معارفه و أصدقائه الأغنياء أمثاله فهو إذن صاحب مروءة.. المفروض في الرجل الكريم أنه ينفق من ماله في سبيل عمل إنساني يعود بالفائدة على أمته جميعاً.
- تفترض ان الناس جميعا قابلون ان يكونوا أحرارا وننسى أن أغلب الناس لا يستطيعون ولا يريدون ان يكون لهم رأي .. انما يستسهلون ارتداء الآراء التي تصنع لهم صنعا.
- كثير من الناس يعيشون طويلا في الماضي، والماضي منصة للقفز لا أريكة للاسترخاء.
- مشكلة اﻹنسانية، بل مشكلة الحياة كلها هى وجود طائفتين: طائفة تصنع، وطائفة تستغل!
- الفنان يعيش في داحله جنبا إلي جنب حيةان وإله ، لكن أهم أداة يعتمدها هذا الكائن في عمله هي العين لأن إمتلاءها بالألوان في الحياة والطبيعة والفن شرط لازم للتصوبر .
الخلاصة
مما تفدم نخلص إلي تميز كتابة توفيق الحكيم بطابع خاص ؛ يمزج بين الواقعية والخيال متسما بالانسيابية والوضوح لفاظا ومعان و صور جميلة لإ إطالة ، ولا تعقيد فيما ألف من كتب ومسرحيات أنسابت ألفاظها في مجري ما أطلق عليه ( اللفة الثالثة ) و تباينت موضوعاتها عبر تضافر الذاتي مع الموضوعي ؛ بما يشكل خاصية أسلوبية في كتاباته المتعددة عناوينها ما بين ( الخروج من الجنة ، ورصاصة في القلب ، سلطان الظلام سر المنتحرة ، عصفور من الشرق ، يوميات نائب في الأرياف ) واتسمت مساءلات استلهاماته المسرحية من التراث بصبغة الحداثة ‘ نائبا عن موقف عصره م منها ؛ فظلت جذوع أبنية نصوصه تراثية بينا غصونها حداثية في اشتباكها مع قضايا عصره ، في موقفها من العلاقة بين الحاكم والمحكوم فكانت ( الأيدي الناعمة ، السلطان الحائر ، ومجلس العدل ، والجمار يفكر والحمار يؤلف ) كما اتسمت تجديداته أسلوبه الدرامي بطابع التجريب في الشكل فكانت ( يا طالع الشجرة ، الطعام لكل فم ، ومصير صرصار ، ولزوم ما لا يلزم والدنيا رواية هزلية ) .
لم يتوقف الحكيم عن إعلان موقفه من الحياة ؛ فما لم يكتبه في رواية أو في نص مسرحي عبر عنه في أقواله وآرائه وخواطره التي انتشرت علي مواقع التواصل المتداولة بعد أن بثها من صومعة عزلته الأثيرة ..
• من خواطره : ( العزلة .. حاجة في نفسي مثلما الخبز والماء والهواء ، حاجة في جسدي ولا بد لي من ساعات أعتزل فيها الناس لأهضم ساعات صرفتها في مخالطتهم. الحاكم لا يريد من المفكر تفكيره الحر بل تفكيره الموالي. لا حياة في مصر لمن يعيش للفكر. لهذا الحد تعبث السياسة عندنا بالعدالة والنظام والاخلاق أعوذ بالله شيء مخيف. إن الأسئلة التي لا تجد الإجابة عنها تظل هائمة في النفس كالأرواح المعذبة. إذا إنحط مجتمع الى هذا الدرك الذي يجعل فيه للجماد سلطة الحكم على قيمة الانسان ؛ فلا خير لحياة البشر. الحضارة العظيمة لا تزيل الشر ولا تمحو الجريمة ، ولكنها توجد الشر العظيم والجريمة العظيمة . الحقيقة التي تملأ قبضتك لا بد أن تكون حقيقة صغيرة . ما الغرور إلا وجه من وجوه الجهل. عدونا الآن ليسوا في السماء ولا في الأرض عدونا داخل أنفسنا عدونا هو تلك الحقيقة المدفونة. إن الإبتكار الفني هو أن تكون أنت أن تحقق نفسك هو أن تسمعنا صوتك أنت ونبرتك أنت. فالمبادئ ليست بذات قيمة في نظري بغير الأشخاص الذين يطبقونها بإخلاص ويؤمنون بها ويحرصون عليها. إن عواطفنا لا يمكن أن تكون إلا جميلة نبيلة نحو من يوحي إلينا بشيء جميل نبيل . إن الحياة كالبهائم والأنعام خير منها العدم. إن في الدنيا أشخاص يجري في دمائهم الفن وهم لا يشعرون. إن إيمان المرأة هو الحب. ليس الشقاء هو البكاء وليست السعادة هي الضحك. إن الشخص ذو القيمة هو الذي يعرف القيم كما يعرف الصائغ درجات الذهب)
.

أ. د. أبو الحسن سلام



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى