د. شاكر محمد المدهون - عودة بابل

عند حواف الحقيقة
يسكن ألمي
يسكن جرحي
تسكن روحي
المعذبة بغيوم
القهر الأبدية
وعلى جسر الحقيقة
تمر قوافل الإغاثة
للمقهورين عبيد
ينتظرون أكوام السكر
لتحلو لهم الأحلام
ينتظرون أكياس دقيق
جاءت من أرض تحوي
أدغال يربى فيها
أسود ونمور لتقطع
الطريق أمام جحافل
الوعي البليد
يصحو متأخرا بنزف
يمتص حبل الوريد
عند حواف الحلم
تعيش قبائل في
شرك الشرك
يرسمون إلها يمدهم باليقظة
يفتشون في مقابرهم
عن أسباب الخوف
وسيدهم يمنح الغياب
أوسيمة إن يدنو من الجرح
هناك تصرخ الأوهام
عادت طرابلس لبغداد
وعادت الشام تستنشق
غبار معارك فارس
عادت أحلام كسرى
عند موت الوليد
جاءت سكرة الموت
في أزمنة الغياب
عادت أوردة المشايخ
تستنسخ صور الماضي البعيد
عند حواف الليل
شبح الضوء قادم
وفي معصمه
أساور كسرى
وبابل عادت سجنا للمسخ
عادت أفئدة تحمل
أسوار الأقصى
قبل أن يقتلعها
زلزال الغدر وأبواق
تهتف سبق السف العذل
تتكون ملامح يعرفها التاريخ
منذ مائة عام
إستوطن الوهم حواف الحقيقة
طرد الحلم وكانت
قوافلنا تأتي
من الشرق البعيد
تحمل الفرح لكون
غاصت أقدامه في وحل الضياع
هناك تمتليء الساحات
صورا لمن جاءوا
ولمن رحلوا وكانت بابل
تولد من جديد

----------------------------
شاكر محمد المدهون

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى