شريف محيي الدين إبراهيم - صخرة كرونا.. قصة قصيرة

تظل على غيك...
تظل على قناعاتك التي لا تتبدل أو تتغير أبدا !!
أنت فقط من يستحق الحياة،، أنت فقط
والبقاء للأقوى والأفضل والأحسن.

تحسب أن كرونا، وباء جاء ليعاقب الأنذال ...
تجلس على صخرة عليائك، في أعلى جبل في العاصمة، تلك المدينة التي لم تعد فاضلة ،منذ سنوات طوال قد تبدلت هي، وصارت عاصمة للعالم وملتقى كبيرا، لكل أصحاب الرذيلة والظلم والفساد،، وتشير بأصابع الاتهام إلى الجميع،،أهلك وأصحابك ، وجيرانك..
تشير إلى كل من هم، في السفح، يلهَون ويعبثون أسفل الجبل، وكأنك ترشد كرونا عنهم، وتوضح له طريقه الذي مازال طويلا.
قال لك المدعو كرونا وهو يضحك ساخرا: أقدر تفكيرك ومجهودك يا صديقي،،، نعم نعم أنا قد أتيت، إلى هذا العالم كي أطبق نظريتك....العدل، والقصاص من كل الظالمين.
تفرح، متشفيا في كل من حولك،،،ترقص طربا ،. تهتز صخرة عليائك،،، تضحك كثيرا، ويرتد إليك صدى ضحكاتك أكثر غلظة وترددا، وكأن ثمة آخرين يضحكون معك.
تصيح بصوت عال وأنت منتشيا : لقد أتاكم من سيأخذ حقي... أتاكم من لا يرحم، من لا يستثني غنيا أو فقيرا..... رئيسا أو غفيرا.
تتحرك الصخرة من تحتك بشدة ، تتحطم، تتحول إلى أجزاء صغيرة ،،، تسقط أنت بغتة، تهوى بسرعة، و قبل أن تصطدم رأسك بالأرض،، تلمح الوباء وهو يبتسم لك، يهمس في أذنك : الآن أنت لا تستطيع حتى أن تتنفس.
تحاول أن تبادله الحديث، ولكنك تفشل، يربت كرونا على صدرك برفق ثم يأخذك من يديك ويصعد بك رويدا رويدا.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى