شريف محيي الدين إبراهيم - الشيخ والطبال

الطبال... محترف ، ضامر الجسد ،وجهه شاحب ،وتحت عينيه سواد شديد،ملابسه حريرية ، فاقع لونها ،وشعره المصبوغ بصبغة سوداء يلمع دائما بالزيوت والكريمات، يمضى الليل كله فى الملاهي الليلية خلف المطربين و الراقصات.
الشيخ .... حافظ لكتاب الله، ذو لحية بيضاء طويلة، معمم ، له وقار ،وهيبة كبيرة ، مسئول عن المسجد القريب من بيت الطبال.
الطبال.. يطلب من الشيخ كثيرا أن يدعو الله له ،وهو يدفع ببعض النقود في صندوق تبرعات المسجد، بينما الشيخ ينظر إليه في ازدراء ويتمتم بعبارات غاضبة مبهمة ، ثم يستعيذ بالله وكأنه رأى شيطان رجيم،وبعد أن ينصرف من أمامه لا يلبث أن يعلن للجميع أن هذه الحارة لن ينالها إلا غضب الله ولعناته، بسبب تركهم لهذا الفاسق، أسير الغوانى والراقصات ،وكيف أنهم يتركونه بينهم و لا يخشون على نساء الحارة المصونات منه.
سكان الحارة... كانوا يؤكدون للشيخ أنهم حتما سيطردونه من حارتهم، إن لم يكن اليوم فحتما غداً.
.قبل أذان الفجر بقليل... ....
الشيخ... يهبط من بيته متجها إلي المسجد .
الطبال... يأتي ،محمر العينين،و هو يكاد يسقط مترنحا في مشيته ، ثم يصعد بصعوبة إلى أمه فى الطابق الذى يعلوه ويتأكد من تناولها لطعامها ، ثم يهبط إلى عياله يدثرهم ، وهم نائمين، ويضع لكل واحد منهم مصروفه اللازم لقضاء يومه الدراسى،التالى ،ثم يتأكد من تناول زوجته القعيدة لدوائها،وهو يتحسس العلبة،فى بؤس، ويدرك أنها أوشكت على النفاد،ويتجه إلى مطبخ المنزل فيقوم بإعداد طعام للأسرة كلها، يكفيهم ،اليوم التالى، حتى يكاد يغشي عليه من الإعياء، ثم ينام مع شروق أشعة الشمس الأولى.
الشيخ .....بعد أن يؤم الناس ،في صلاة الفجر ، يقوم بإحصاء أموال الزكاة والصدقات ،و تبرعات أهل الخير، ثم ينهض متجهاً إلي بدروم سري في بيته ، ليفحص الأسلحة والمعدات المخزنة فيه .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى