د. أحمد الباسوسي - يوميات حارق الشجر.. قصة قصيرة

لا أذكر على وجه الدقة متى ضاقت الفضاءات في رأسي؟ ولا كيف تحولت الي شخص مختلف ، صموت، انعزالي، أحاول بقدر الامكان تجنب الضوضاء والناس. أمي كانت تقول لي قبل أن تموت إن طفولتي كانت صاخبة، مزدحمة بالإثارة والاحداث، وكنت غاية في الشقاوة والتمرد، كنت عنيفا مع الاطفال نظرائي، والاطفال الاصغر لدرجة ان المكان الذي كنت اتواجد فيه يتحول بسرعة الى مسرح للفوضى، والضوضاء، والعراك، وبكاء الاطفال المصاحبين لأقربائهم بسبب اعتدائي عليهم. كانوا يسمونني في محيط العائلة ” التريمنيتور ” نظرا لقوتي وقدرتي على سحق جميع الاطفال الذين ألتقيهم في المناسبات العائلية. ظل هذا الأمر عبارة عن مجرد كلمات كنت أسمعها من والدتي بعدما استطالت قامتي واشتد عودي واصبحت أخجل من مجرد تواجدي بين الناس أو التحدث إليهم. واذا شاءت الصدف أن يحاول احدهم فتح حوار معي ، ارتبك، ويتغير لون وجهي حسبما يقولون، و أفر من امامه من دون ان يتمكن لساني من فك الجمود الذي اصابه. لكني أستطيع تذكر ما لحق بي من احداث بعدما استطالت قامتي وخط الشارب بنيا خفيفا مع القليل من الخصلات المناظرة من الشعر الخفيف والمتناثرة من غير عناية على جانبي وجهي، وتظل الكتلة الأكبر متجمعة تحت ذقني ناعمة الملس. كأني لم أعد اكترث بشيء، افرغ جل طاقتي في مذاكرة دروسي والاحتفاظ بتفوقي على نظرائي، وكأنه قدري أن أظل في حالة عراك دائم مع الآخر . الأفكار في رأسي جامحة ، متداخلة، غير واضحة المعالم. تدفعني بقوة نحو التشكك في الآخرين ومحاولة تجنبهم، والتركيز على التهام كتب المدرسة والتفوق عليهم بأي شكل . كأنه نهم العراك والصراع وربما الصدام، ذلك الذي جعلني أركض في سباق لم أشعر في داخلي أنني أنتمي إليه. اتخذت من العزلة والابتسامة الخجولة وسيلة دفاعية براقة لمنحى اوسمة ” الطيبة ، والجنتلمان، والكيوت ، وبتاع ربنا ” عن استحقاق وجدارة. تفوقي الدراسي ذهب بي إلى كلية الهندسة الحكومية من غير معاناة، والأوسمة التي حصلت عليها من أقاربي ومعارفي وجيراني رشحتني من دون تردد عضوا بارزا في جماعة المترددين على مسجد الكلية بانتظام. لم اكن متيقنا من أن جميعهم على شاكلتي، لكن اغلبهم على الاقل يظهر ذلك، أو هكذا أدركت. لاحظت أنه كلما اتسعت الحلقات بيننا في مسجد الكلية وغيره ، وتنوعت الدروس والمشايخ اتسعت حلقة الممنوعات والمحظورات والمحرمات داخل رأسي حتى أصبحت أرقب ذلك الكون الهائل من خلال ثقب الابرة . لكن لا أستطيع أن أزعم ان ذلك حدث بالتحديد منذ ان وطأة قدماي مسجد الكلية الصغير المنزوي في احد الاركان البعيدة داخل كليتنا المترامية الاطراف. كانت ارهاصات ذلك بادية على تصرفاتي منذ التحقت بالمدرسة الثانوية بعد انجازي المدهش وحصولي على المركز الاول على محافظتي الاقليمية غرب القاهرة في الشهادة الاعدادية. لاحظت عزوفي عن قراءة الشعر وبالتالي كتابته على الرغم من شغفي بذلك في طفولتي وبواكير صباي. أيضا كنت مدمنا للاستماع لأغاني عبد الحليم حافظ القديمة حيث تتراقص على ايقاعاتها وموسيقاها القلوب المتوثبة للعشق والحنان والخيال . وكان في أحلامي وخيالاتي أيضا متسع لاحتواء ذلك الكون الكبير المتقلب، والمتناقض والذي يبدو في أحيان كثيرة مثل حيوان شرس من الصعب ترويضه. لكني كنت على قناعة من امكانية عمل ذلك بقوة الصراع التي تستعر داخلي ولا أدري لها سببا واضحا سوى رغبتي وعشقي للحياة. لكن في المدرسة الثانوية حسبما أتذكر وبالتحديد في منتصفها عانيت كثيرا من الحرمان العاطفي والجنسي. خجلي اللافت اعاق بقوة دخولي في تجربة عاطفية مع ابنة الجيران كنت في أشد الحاجة إليها، خاصة بعد أن تعمق شعوري بالرغبة في التحوصل داخل عالم الثانوية العامة المرهق. كنت التقيها في الدرس، المحت لي بصريح العبارة أن نخرج سويا بعد الدرس، بل حاولت لمس يدي ذات مرة بينما كنا ندخل القاعة سويا، لكني هلعت، ارتبكت، فررت بعيدا داخل نفسي، اهتاجت في رأسي كافة انواع الهواجس وتداخلت. كنت اتخيلني أسير معها، اقبض على يدها ثم اقترب منها أكثر واضعها في حضني، واعتصرها بيدي، وعندما انام اراني وهي نائمين في فراش واحد عاريين تماما، كنت كثير التفكير فيها باشتهاء. لكن وساوس أخرى غريبة دخلت على الخط لم تكن في الحسبان وجدتها مبررا رائعا منقذا لكي أستعيد حالة التوازن التي اختلت بفعل انجذابي الشديد لابنة الجيران وعجزي عن اقامة علاقة عاطفية أو غير عاطفية معها. تشكلت الافكار داخل رأسي في صورة شيطان محرض على الفتنة والحرام. وكنت كلما أمعنت النظر أجدها امامي ترتدي قناع ذلك الشيطان وتدفع بي من الخلف بكامل قوتها الى داخل هوة النار المستعرة. في هذا الوقت تيقنت من أن تلك الصراعات داخلي ليس لها من حل سوى بالاقتراب من آخر، ولكن لأني إنسان عاجز، ضائع، عديم الحيلة، قررت الاندماج أكثر مع كتب المدرسة، وابتعد عن الناس وعن تلك الاحلام العاجزة التي كشفت مبلغ هواني مع ذلك الشيطان الذي يسكن داخلي. كنت كلما شعرت بالوحدة والخواء يزداد نهمي للاعتكاف دخل غرفتي والاستغراق في ” حفظ ” معادلات ومسائل الفيزياء والكيمياء والرياضيات. فتشت عن ” الله ” داخلي، أدركته بعيون الشخص العاجز قليل الحيلة، الذي يطلب المساندة والستر. تحرك كلي في هذا الاتجاه، أصبحت محاصرا بإحكام بين المذاكرة والدروس من ناحية، وقضاء اوقات طويلة داخل الزاوية الصغيرة تحت منزلنا في الصلاة وقراءة القرآن، والاستماع لزمرة من المشايخ الجدد الذين يتواترون على هذه الزاوية من الناحية الأخرى، والأهم من كل ذلك تلك الصحبة من أصدقاء تلك الزاوية التي بدأت تتشكل وكان مجرد لقائي بهم في أوقات الصلاة يخفف عني الكثير من التوترات الداخلية. أصبحت في هذه الايام لا أتردد في اعلان ضيقي وتبرمي من ضيق ملابس أختي الوحيدة، أو تصرفاتها وطريقة ضحكها، وكذلك نوعية البرامج التي يشاهدونها في تلفاز المنزل، بل كنت أتمنى بشدة لو يغلقونه للأبد، وأتخيل نفسي أحيانا أحمله بين يدي وألقيه من شرفة شقتنا بالطابق السابع. اتسعت دائرة صراعاتي الشخصية لتضم داخلها ابي وامي ومسلكهم من الصلاة والدين وكيف أنهم بعيدون بآلاف الاميال عن ” الله ” الذي اعرفه. جاء الصيف وسط هذا الزخم من التصارع وقلق امي، ودعاء ابي لي بالهداية في صلواته التي لم تكن تقنعني. جاء الصيف وترتيبي في امتحان المرحلة الاولي للثانوية العامة الاول بامتياز على مدرستي. تأكدت أن الله منحني هبة من عنده ولا يجب أن افرط فيها. ازددت اقترابا من اصدقاء الزاوية الصغيرة، وازداد احتياجي لهم، شدة التصارع داخلي خفت وتيرتها، لم تعد مزعجة مثل زمان، لكنها كافية لمنحي الطاقة اللازمة للحسم والسحق مثل العادة. علاقتي بعائلتي بهتت، لم أعد ابالي بجدوى أو أهمية وجودي في المنزل بنفس القدر الذي يحدث مع جماعة أصدقاء الزاوية، حيث تحررت من أعباء اية قرارات تتطلب إنتاج أفكار، أو مناقشة آراء، أو مجرد اختيار اشخاص تقرأ لهم او تنصت اليهم. كل شيء أصبح يصلني جاهزا من مشايخي أو حتى أصدقائي الأقدم. سعدت جدا بهذا الامر، فمجرد عملية التفكير وإعمال الدماغ والانشغال بالمشكلات البشرية الصغيرة يؤجج الصراع داخلي بشدة، لكني أشعر بتحرري الآن. مضت السنة التالية بسرعة واحتفظت بتفوقي، ولم ألقى بالا بفرحة امي، ولا شعور والدي بالزهو والفخار وهو يتحدث مع أصدقائه على المقهى الشعبي حيث كان منزلنا القديم ، وكان لوالدي أصدقاء هناك. أسرعت للزاوية وقت صلاة العصر وهناك التقيتهم، والتقيت نفسي، كانت فرحتي بينهم طاغية، عظيمة، واستشعرتها أكثر عندما قدم شيخي للتهنئة، وإبلاغي بضرورة التقدم لكلية الهندسة لأنهم يعدونني لأمر كبير. رقص قلبي من الفرحة، كياني كله أصبح ممتلئا بالبشرى والروعة والتشوق لخدمة الجماعة. في هذه المرحلة بدا لي أن صياغة جديدة لحياتي تتشكل، وأن هناك صراعا جديدا ينمو داخلي يختلف عن صراعاتي مع الاطفال أيام زمان، أو مع أقراني في المدرسة أو حتى في مرحلة الثانوية العامة . لم أعد مهتم بالتفوق الدراسي قدر اهتمامي بأمور الجماعة التنظيمية، وانتخابات اتحاد الطلاب، والحرص على تنفيذ اوامر رؤسائي بمنتهى الدقة. أصبح المنزل بالنسبة لي مجرد فندق آوي اليه في آخر الليل، وقد أظل بالأيام لا يقع بصري على أمي أو أبي أو أختي الصغرى بسبب شدة انشغالي سواء في الجامعة أو أنشطة الجماعة التي تتواصل وتتمدد حتى الى داخل البيوت. تقديراتي في الكلية تمحورت بين المقبول والجيد ليس أكثر. تقلدت مناصب في اتحاد الطلاب، وكنت أحلم بسحب فكرة الجماعة لتغطي جميع الطلاب، لكن بدا الامر شبه مستحيل فهؤلاء الأغبياء لا يدركون مدى أهمية الانتماء للجماعة، ولم يستشعروا حلاوة مذاق كونك منتمي إلى أشخاص رائعين يظللهم حلم السيطرة وإنجاز الفكرة المثالية للواقع والحياة كما أخبرهم بها مشايخهم. كل يوم كان يمر يزداد هوسي بفكرة الجماعة وانتمائي اليها، وكيف أعمل بجد واخلاص من اجل ارضاء مشايخي ورؤسائي رموز الجماعة . وجدتني انسلخ من ذاتي، هويتي، حتى جسدي، واتوحد بذلك الكيان الافتراضي المسمى ” الجماعة” الذي يضم المئات من الشبان غيري ممن هم على شاكلتي. حياتي الشخصية اصبحت ملكا للجماعة، يتصرفون فيها كيفما يشاؤون. عقب التخرج مباشرة وجدتني مرتبطا بزميلتي ابنة استاذي في الجامعة وشيخي في نفس الوقت، فتاة جميلة بسيطة، هادئة الطبع، تتحدث في الدين أكثر من اي شيء آخر. تزوجنا في منزل والدها في إحدى المدن الجديدة شرق القاهرة، حيث انتقلت هناك للعيش مع زوجتي والعمل في احدى الشركات الكبرى الخاصة بأحد اقطاب الجماعة الكبار. اتسع البون كثيرا مع أسرتي مكانيا ، وعاطفيا، لم أعد اشعر بانتمائي لهذه الاسرة البائسة مصدر الآمي وتوتراتي في السابق، والدي أشاح عني وجهه الذي كساه الكرب وانسحب من امامي في هدوء حينما أخبرته بأمر زواجي واستقراري في القاهرة، بينما جزعت والدتي وضربت صدرها بكفها بقوة من فرط الدهشة والاحتجاج ، ومفترض أنهم اعتادوا على هذه التصرفات منذ فترة طويلة. اما أختي الاصغر فلم تنبس، قالت لي من طرف لسانها وهي ترقب والديها ” الف مبروك ربنا يهدي لك الحال “. لم أجزع من ردة الفعل تلك لسبب بسيط وهو أنني لم أعد اشعر بأي انتماء عاطفي أو وجداني، تجاه تلك الاسرة الضالة، بل ويعلم الله أني كنت ادعوا لهم بالهداية والدخول في عباءة الجماعة مثلما نصحني شيخي. حيث يتملكنا جميعا شعور جارف بالفخر والعظمة والعزة لأننا الفئة التي وضعها ” الله ” على طريقه والصحيح. وأما بالنسبة للأخرين فإما أنهم مشاريع لقوم قد يهتدون ويصبحون معنا، وتتعزز قوتنا وقدرتنا على تحقيق حلم السيطرة والتمكين وإنجاز استاذيتنا للعالم. واما أنهم اعداؤنا وبالتالي يحق لنا التصارع معهم وفق مقتضيات المرحلة ومصلحة الجماعة. مع مرور الايام وتواتر الصحبة وتآلف القلوب وجدتني أسبح مع اصدقائي وزملائي في الجماعة في نهر من الحب الرائق، أستمتع بعذوبة صحبتهم، وروعة انسجامنا في العلاقات الانسانية، والتفكير، ولهفة بعضنا لبعض، وقدرنا ومصيرنا المشترك الذي يجمعنا في حب الجماعة والتفاني فيها، ومن أجلها. ارتبط كياني وهويتي، بل وحياتي بوجود الجماعة، ووجودي في الجماعة. إنها مشيئة الله ومشيئة الجماعة حيث ولدت، وحيث نشأت، وحيث انتميت الى هؤلاء القوم المدهشين الذين بفضلهم بعثت من جديد في هذا العالم. لكن مجريات الاحداث لا تستقر بحال، ويتعرض البشر في الكثير من الأحيان للمحن والشدائد المهددة للأحلام والكيان، وكذلك حدث معي بعد أن تمكن الاعداء من ذبحنا والاستيلاء على هويتنا وأحلامنا. لا أستطيع احتمال فكرة أن تتعرض الجماعة للتصفية أو الزوال، ذلك معناه أنني أيضا الى زوال أيضا، إنها فكرة سخيفة ومزعجة وسوف نقاومها، هكذا أخبرونا القادة، والمشايخ، حياتنا مرهونة بحياة الجماعة، وبقاؤنا على قيد الحياة مرتبط ببقاء الجماعة ، فكرة، وهدف، وبشر، وقادة وأن جهاد الأعداء واجب مقدس لحماية الجماعة. اشتد الكرب، توالت المحن. تعرضت للاعتقال عدة مرات وخرجت بسبب نجاح والدي، والمحامي الذي أحضره في إقناعهم باني خارج حدود الدائرة. عاد الصراع الى داخلي أكثر قوة وضراوة. وجدتني أنفث حقدا بغير حدود على كل الذين تسببوا في هذا الامر من الاعداء، خاصة ضباط وعساكر الشرطة والجيش. اعتبرتهم المفتاح الذي ساعد جموع الضالين على تبديد حلمنا وشتاتنا. جاءت التعليمات والقرارات عبر الهواتف المحمولة وشبكات التواصل الاجتماعي بعدم الهدوء حتى استعادة كل ما فقدته الجماعة. شاركت في احداث المقاومة الكبرى وأقمت واسرتي الصغيرة في معسكرات الاعتصام أياما طويلة ، كما شاركت في عشرات المسيرات المحتجة بخشونة على الاستيلاء على سلطتنا وأحلامنا. واليوم موعدي الهام لإنجاز مهمة كبيرة سوف يكون لها صدى لدى الاعداء والضالين وكذلك لدى اصدقائنا في الخارج. تسلمت الرسالة الأمر، وكذلك القنبلة، تسللت الى الحديقة بعد منتصف الليل بساعتين. أعمدة الانارة الحكومية كانت معطلة ، وكان الظلام الدامس يلف المكان، وكنت أبدو في هيئة المشردين الذين التقيهم عادة في الشوارع بملابس قديمة، رثة، حافي القدمين، ووجه طمرته القاذورات وشحم الاسفلت الاسود. اطمأننت الى الظلام، والفراغ، وغفلة العيون. ربطت القنبلة بحبل على شكل حلقة علقته في رقبتي بحيث تتدلى القنبلة من ظهري، تسلقت شجرة الكازورينا التي تتمدد اغصانها لتتجاوز رصيف الشارع، نفس الموقع الذي تقف تحته مباشرة يوميا إحدى سيارات الشرطة المعبأة بالضباط والعساكر حيث يقفون في مواجهة بوابة الجامعة الرئيسية لمنع أصدقاءنا المحتجين من الخروج. كان المطلوب قتل أكبر عدد ممكن من هؤلاء الأعداء بتلك القنبلة، واصلت تسلقي، اخترت غصنا عفيا قادرا على احتمال وزني الذي نقص في الآونة الأخيرة، سحبت القنبلة بهدوء، أخفيتها في كتلة كثيفة من الاوراق الإبرية للشجرة، ثبتها جيدا وكنت قد جهزت كل شيء يتعلق بإمكانية تفجيرها عبر الهاتف المحمول المثبت داخلها في لحظة وصول ارتال قوات الاعداء وتمركزهم في هذه المنطقة. قضيت الليل في هذا المكان، ومع بزوغ اضواء الفجر تسللت الى مكان آخر متفق عليه، استحممت وتهندمت، تمركزت في مكان قريب من القنبلة ارقب مسرح العملية، بمجرد أن إنبجست اقوال السيارات في التوافد من بعيد حتى شعرت باستعادة روحي وحياتي، شعور غريب من السرور سرى في كياني ربما لأني اقوم بعمل جليل حسبما اخبروني. وبمجرد أن استقرت احدي السيارات مثل المعتاد بجوار الرصيف، تحت الغصن الذي يحمل القنبلة ادرت هاتفي المحمول بسرعة، بعدها سمع دوي انفجار هائل، إرتجت الارض بالبشر والشجر كأنما ضربها زلزال شرس. سمع صراخ واهن لأصوات بشرية تستغيث، احترق كل شيء ، لم يعد شيء في المكان على حاله بعد ذلك .


د. أحمد الباسوسي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى