حميد العنبر الخويلدي - خرطومُ يامحبوبةَ الرب

** ماكان صدفةً أنِ اختارَكِ اللهُ
ماكنتِ ظلّا فتزولَ رسوماتُهُ عن غيابٍ اكيد
ولا سُحُباً عابرةً اثقلَها مطرُهاُ فنفضتْهُ بالخراب
وتلاشتْ وامّحتْ
فالشمسُ توحشُ عاشقَها كلَّ يومٍ
تسافرُ فيهِ للضفةِ الاخرى. وتبقيهِ هناك حيثُما كان
والقمرُ دورةُ زمانٍ مرصودةٌ وناظرُهُ يحلمُ بكمالِهِ ، بشعشعانِهِ وحسنِهِ الجميل
البحرُ يجزرُ فتقفُ المراكبُ والاشرعةُ والصيادونَ
إلّا انتِ
فلعل ليلَك طمأنَهُ الوقتُ بوجهِكِ
بجثامينِ اركانِكِ المهيبةِ
ولعلَّ النهارَ عارضٌ تصاويرَكِِ
ايُّنا قاربَكِ جنحاً لابد حطَّ
غفى او مشى او اقامَ
آنسَكِ أُمّاً واختاً وحبيبةً
يارغيفَ اللهِ الاسمر
خذي من وجعي شالاً زيتونياً
او ابيضاً او اخلطيهِ بالنقشِ والرسوماتِ..
تعوّدتُ اراكِ تعشقينَ كلَّ الالوانِ زكاريشاً على كتِفَيْكِ كالنياشينِ
تعودتُ اراكِ
مخدّرةً صنوَ الملائكةِ البيضِ والمجنّحينَ بثلاثةٍ او اربعةٍ
وانتِ تمرحينَ كالغزالةِ كالفراشةِ
خذي من وجعي بيرقاً ارفعيهِ
فيخاف منه العداةُ وسيفاً ممشوقا مقاوماً
هذا علمتْنيهِ بغدادُ وقالت ليَ لاتنسَ
هذا حرزُ اللهِ المحروزُ
وعهدُ المناضلينَ جهاداً
فماأنْ تسمعَ انَّ عاصمةً لنا. دوّتْ باللّجِّ والضّجِّ
ورُميتْ بالعُهرِ والشزرِ
قلْ يارايةَ اللهِ اخفقي ودوري
واحفظي عقدَ العروبةِ
احفظي درّةَ النيلِ
جوهرتَهُ السوداءَ
فريدةً انتِ حَبلَتْ بكِ الموجةُ وبطنُ البحرِ.
لاتبكي ان غاضَ النيلُ وفاضَ
لاتبكي ان هرعَ العصفورُ وذُعِرَالغزالُ
لاتبكي ان سقط الجدار
فالنيلُ شاءَ وما شاءَ ولكن تردّدَ
وظنّي يقيناً
العصا مكانها عصا احسن منها جدارةً
والجدارُ يصبحُ قصراً غيرَهُ
والشجرُ يتجدّدُ خالعا ثوبه
خرطومنا تباهي واصبري
فاخواتُكِ مثلُكِ شمّرنَ السواعدَ
تلكَ بغدادُ وتلكَ دمشقُ وصنعاءُ
وبنغازي وغيرُهنّ على نطاقِ العددِ والرقيمِ
انما ابشّرُكُنَّ اخواتِ دمي
خسئوا وخارتْ قُواهُمُ
فالمجدُ لنا نراهُ كالشمسِ
او كالقمر..

.................................................
الشاعر حميد العنبر الخويلدي
العراق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى