جوهر فتّاحي - حديث الغبش

وبين الفينة والفينة
أحنّ إليك
وبين الفينة والفينة
تراودني
الرغبة في النّبش
خلسة
في الحجارة التي
تكلّست
وفي العبارة
التي كدت أكتبها
فضاعت منّي
وأحتبست
وفي الأفكار التّي
تواترت
وتكاثرت
وتناثرت
وتكدّست
وبين الفينة والفينة
تعاودني
صور لك
قربي
يوم كنت طائرا
يحلّق في سربي
فأهمّ بك
وتهمّين بي
فيأتي برهان ربّي
لتضيع اللّحظة
ويخيّم الصّمت
على خطوط السّمت
فيخطئني الكلام
ويعمّ الظلام
لا أدري إن كان
ظلام غروب
أو ظلام فجر
فأراك بين الغبش
عروس بحر
على شاطئ تبر
فأنبهر بك
كما كنت دوما أنبهر
وأهيم بك
كما كنت أهيم بك
كلما مسّ شفرك
قلمي
فأوشك أن أكتب فيك
بيتا
من الشعر والعسل
وأوشك أن أرسم وجهك
على عجل
ولكن فجأة
تأتي فينة
بين الفينة والفينة
فتغيب ملامحك
وينقشع الغبش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى